في دراسة ميدانية عن ضحايا العنف الأسري في المملكة العربية السعودية، اتضح أن 66% من العينة ذكرن أنهن تعرضن للضرب بالعصي وللشد من الشعر وللعض والقرص والخنق، فيما أشار 33% منهن إلى أنهن تعرضن للكي بأدوات المائدة كالملاعق.
أعد الدراسة مركز رؤية للدراسات الاجتماعية تحت عنوان “العنف الأسري بين المواجهة والتستر”، التي أكدت أن 26% من الفتيات يتعرضن بصفة مستمرة للتهديد بإخراجهن من المدارس للعمل كخادمات في محيط الأسرة لتوفير راتب الخادمة، فيما ذكرت 13% أن الأب كان يردد دائماً على مسامع ابنته أنه ما كان يتمنى أن ينجبها وأنه كان يتمنى لو أنها كانت ذكراً ولكن سوء حظه هو الذي كان سبباً في مجيئها إلى هذه الدنيا، وعندما يشتد غضب الأب لأي سبب من الأسباب يذكر لابنته أنها لا تستحق حتى مجرد الطعام الذي تحصل عليه.
وبالنسبة للعنف الجنسي لم تشر إحدى الفتيات إلى أنها قد تعرضت لمثل هذا النوع من العنف وذلك تجلى في تأكيد الصغيرات على أن الأم أو الخادمة هي التي كانت تبدل لهن ملابسهن وتساعدهن في ذلك.
كما ذكر20% من الفتيات أنهن تعرضن للعنف الجسدي من الأب، فيما أشار13% من الفتيات في سن السابعة إلى أن الخادمة هي التي كانت تضربهن وتهددهن بمزيد من العقاب لو أخبرن أحداً من أفراد الأسرة، فيما ذكر20% من الفتيات أن إخوتهن الذكور هم الذين يمارسون عليهن العنف إذا ما أغضبن أمهاتهن أو آباءهن.
و عن أسباب تعرضهن للعنف احتل عدم الطاعة السبب الاول، و عدم مذاكرتهن لدروسهن ومشاهدتهن التلفاز السبب الثاني ، بالإضافة إلى العبث بمقتنيات زوجة الأب وخاصة العطور،أو اللعب في المنْزل والصراخ وخاصة وقت نوم الأب.
وأشارت 6% من الفتيات إلى أنهن عوقبن بالضرب الشديد لأنهن رفضن أن يتسولن لجلب المال للأب المدمن والذي أخرجهن من المدرسة ولكن أهل الزوج نجحوا في إعادتهن إليها ليواصلن تعليمهن. وقد أبدت 20% من الفتيات عينة الدراسة دهشتهن من عدم معرفة الأسباب التي تؤدي إلى معاقبتهن من حين إلى آخر وقد فسرن ذلك بأن أمهاتهن كن يرغبن في إنجاب ذكور بدلا منهن.
من جهة ثانية, كشفت الدراسة أن 57? من الأزواج ينتمون إلى الفئة العمرية 20-29 سنة قد تعرضوا للضرب من إخوة زوجاتهم الذين هم في مثل أعمارهم أو أصغر منهم بقليل، فيما تعرض 33% من الأزواج وينتمي هؤلاء الأزواج إلى الفئة العمرية 40-49 سنة للعنف الجسدي من أبناء زوجاتهم وذلك بالاشتراك مع الزوجات.
كما كشفت الدراسة أن 10% ممن أجريت معهم المقابلات من الأزواج والذين ينتمون للفئة العمرية 50-59 سنة ، تعرضوا للعنف اللفظي والاقتصادي من أبنائهم ،حيث يسعى الأبناء إلى وضع أيديهم على ممتلكات الأب وإقناعه بالحياة في بيت للمسنين ويوجهون الإهانات له لرفضه تحقيق ما يسعون إليه.
وأكدت الدراسة أن المعنفات أشرن إلى أن تعرضهن للعنف يرجع إلى عدة أسباب، يأتي في مقدمتها الثأر للزوجة التي لحقها الأذى من ممارسة العنف عليها.كما يعزي الأزواج الذين تعرضوا للعنف من أبناء زوجاتهم السبب إلى سوء تربية هؤلاء الأبناء وبعدم شعورهم نحوهم بالأبوة ويتهمونهم بالجحود ونكران الجميل ،وعدم العرفان بما قاموا به من جهد في تربيتهم وهم صغار.. أما الأزواج كبار السن، فقد فسروا العنف الذي وقع عليهم من أبنائهم بأنه نوع من العقوق.