دفاعا عن صورة المطلقة ، التي تتهم مسبقا من المجتمع المصري والعربي، ب”سارقة الازواج”، و”خرابة بيوت”، ناهيك عن تحميلها مسؤولية الطلاق ، من هنا انطلقت محاسن صابر، في الكتابة علي مدونتها “عاوزة اتطلق” عن وجهات نظرها بعد طلاقها، فشهدت اقبالا لمناقشتها خاصا من الرجال ، حتي تحولت الفكرة منذ أغسطس عام 2009، من مجرد الكتابة الي برامج مسموعة على المدونة نفسها ، وتبث برامجها عبر الانترنت، ووصل عدد مستمعيها الي اكثر من 12 ألف مستمع من مختلف البلدان العربية، ويقوم على انتاج وبث البرامج مجموعة فريق عمل يضم خمسة وعشرين امرأة ورجل واحد، من مطلقات وعازبات بشكل تطوعي.
و بسبب قلة الموارد “ليس لدينا مقر وأنا استفيق في السادسة صباحا لتحضير البرامج وبثها بدء من الساعة الثامنة صباحا.”
بعد أن انتظرت اربع سنوات للحصول علي ورقة طلاقها ، تمكنت محاسن من تأسيس إذاعة خاصة بالمطلقات هدفها التصدي للأحكام المسبقة التي تلاحق المرأة المطلقة في المجتمع المصري والعربي عموما ” مجتمعنا يجعل من المرأة المسؤول الأول على انهيار البيت والأسرة، والمرأة بكل بساطة: سيئة وتعيسة “، وأضافت محاسن “هذه الاذاعة هي منبر من خلاله نقول ان المرأة المطلقة ليست سيئة، ومن خلال الاستماع الى اذاعتنا نتطلع الى أن يتفهم جمهور المستمعين بأن المطلقات العربيات يلعبن دورا مهما في المجتمع، وأن الطلاق مسالة اضطرار وليست اختيارا.”
و عن طريقة عمل الاذاعة، فهي تعتمد علي تسجيل حوارات وريبورتاجات وتركيبها ثم تحميلها على الموقع الالكتروني الشخصي للسيدة محاسن صابر، وتستهدف الاذاعة فئة المطلقات بالدرجة الأولى والسيدات وكذا الرجال والانسات المقبلات على الزواج، وتقدم برامجا وحوارات صحفية بالاستعانة بالأطباء النفسانيين والاجتماعيين والمستشارين القانونيين لمناقشة المشاكل التي تواجهها المطلقة في المجتمع مثل الاحكام المسبقة الشكوك بالانحراف الخلقي الضغوط الاقتصادية، كما تعمل الاذاعة على تقديم النداء لعدم التسرع في طلب الطلاق.
تنطلق اذاعة المطلقات من صميم التجربة التي مرت بها محاسن صابر”فالذي يدخل المحاكم سيرى قصصا وحالات طلاق مرعبة ومأساوية بالفعل” فالمرأة المطلقة تصاب بالخوف والانطواء على نفسها ومنهن من تصاب بانهيارات عصبية تغير حياتهن جذريا. وعادة ما تشعر المطلقة بأنها موصومة اما با لانحراف أو محاولة اغواء الرجال أو بأنها “خرّابة بيوت” على حد وصفها. وتضيف محاسن أن الأغلبية الساحقة من الناس في المجتمع العربي تنظر الى المطلقة بسلبية، ويقولون أنها “هي التي لم تتحمل الحياة الزوجية وأن تفكيرها محدود وارادتها ضعيفة (…).
هذا هو الموضوع الرئيسي الذي جعل الكثير من القراء لمدونتي يراسلونني ويطرحون تساؤلاتهم ومساهماتهم. والمطلقة تنكمش أكثر في علاقتها مع المحيط وقد لا تجرؤ على الحديث مع زملائها في العمل من الرجال بسبب الشكوك وعدم اثارة الشكوك. كما تؤدي نظرات المجتمع المشككة في سلوك المراة المطلقة الى فقدان التركيز والثقة في النفس وخاصة في تربية أولادها. كما تبقى حبيسة في وضعية الضحية التي دائما عليها أن تثبت براءتها وأنه لم تكن سببا في الطلاق وانها مظلومة…
واذا كانت هذه نظرة أحادية وفيها تحامل على الرجال، قالت مديرة راديو مطلقات وصاحبة مدونة (عاوزة أتطلق) “إن الرجال يكونون هم أنفسهم ضحايا الطلاق الذي تتسبب فيه المرأة نفسها لكن هذا ليس الامر الغالب على اجمالي حالات الطلاق، ولهذا السبب لدينا من البرامج في اذاعتنا التي تعالج مشكلات الرجال ضحايا الطلاق، ونبث برنامجا آخر يحمل عنوان “مذكرات مطلق” وفيه نقدم باستمرار تفاصيل ما يشعر به المطلقون من الرجال ومعاناتهم بسبب الطلاق، ولهذا السبب فنحن نهدف الى سماع شكوى ومعاناة الرجال أيضا. ومن اهم البرامج التي تبثها اذاعة راديو مطلقات برنامج “مفهومين غلط” الذي يعالج مشاكل نظرة المجتمع للمطلقات، وهناك برنامج آخر عنوانه “قبل أن تقول يا طلاق” نقدم فيه نصائح للنساء المتزوجات ونقول بأنه لا يجب التسرع في اتخاذ قرار الطلاق. ولدينا أيضا برنامج أخر يحمل عنوان “ابنك على ما تربيه” يقدمه الدكتور وليد الهندي يعلمنا كيف نربي الاولاد بعد الطلاق. ومن اهم برامجنا ايضا “من تحت سريري” وهو مجال للمطلقات لمعالجة الفراغ العاطفي الذي يصيب المرأة بعد طلاقها، وبرناج “من شوارعنا” يتحث عن الشباب وقضايا الزواج والحب والإرتباط…
وتشهد أرقام الطلاق ازديادا سريعا في السنوان الماضية في مصر، حيث يقول خبراء أن حالة طلاق واحدة يتم تسجيلها كل ستة دقائق في مصروهي نسبة متقاربة مع واقع الحال في بلدان المنطقة العربية.
للأستماع الي مطلقات راديو اضغط