كانت آخر كلماتها وهي تلفظ أنفاسها، التأكيد على براءتها، لكنها لم تكن كافية لإنقاذ الصبية ذات الـ14 ربيعاً، بعدما انهارت تحت قسوة سياط الجلاد، تنفيذاً لحدٍ نجح “الجاني” في الإفلات منه.
لم تملك أسرة الطفلة، حنة أختر، سوى تنفيذ عقوبة الحد بـ101 جلدة، وتنفذ في مكان عام، بموجب فتوى أصدرها إمام مسجد بلدة “شرياتبور”، جريرة إقامتها علاقة آثمة مع رجل متزوج، هو ابن عمها، محبوب خان، بعد أن قام باغتصابها.
وسقطت حنة مضرجة بدمائها وقد تورم جسدها بعد الجلدة السبعين، لتنقل إلى المستشفى لتلفظ أنفاسها بعد أسبوع، إلا أن الأدهى كان تقرير المستشفى الذي نفى وجود أي جروح في جسد المتوفية، واعتبر الوفاة كانتحار.
وأصرت عائلة الضحية على نبش قبر الضحية لإجراء تشريح آخر يشرح للعالم حقيقة ما حدث لحنة.
وتعود وقائع القصة إلى قبل عام، بعدما تغيرت حياة حنة، أصغر إخوتها الخمسة، حيث كانت تعيش في كنف عائلتها الفقيرة، التي يعولها داربيش خان، عامل اليومية في بلدة “شرياتبور” الزراعية، بعد عودة ابن عمها محبوب خان من ماليزيا.
وبدأ خان التحرش بالصبية التي تذهب برفقة ابنه للمدرسة حيث يدرسان معاً في ذات الصف السابع، ورغم شكوى الوالد لكبار رجال القرية، وتغريم خان ألف دولار تدفع كغرامة لعائلة حنة، إلا أن ذلك لم يردعه.