تأتي أهمية هذه الورقة في التوقيت الذي ترتبط به؛ إذ تتزامن مع ثورة مصرية فريدة من نوعها سبقها تصاعد الأصوات المنادية بالإصلاح السياسي وإرساء الديمقراطية كشرط أساسي لنمو هذا الوطن. وإذ نشير إلى الرسائل والخطابات التي نادت بالتغيير، فإن الملاحظة الأولى تتعلق بتجاهل خصوصية واحتياجات بعض الفئات المهمشة سواء من الأقليات الدينية أو العرقية، أو الفئات العمرية التي كان يتم إقصاؤها من الخطاب العام مثل الأطفال والشباب والمسنين، أو النساء اللاتي يمثلن نصف سكان مصر. وحينما نبحث عن تاريخ ومسيرة النساء المصريات، سوف نلاحظ ندرة الكتابات العربية حول هذا التاريخ، فمعظم ما كتب بهذا الصدد، أو أكثر الكتابات أهمية كانت صادرة من باحثين أجانب، ولا سيما من الغرب؛ وهو ما يؤكد النقطة الأولى من تجاهل وتهميش وإقصاء على مستوى الجماعة الأكاديمية المصرية.
لقد كثرت الكتابات في مصر خلال السنوات الأخيرة حول الديمقراطية، مع ما يواكبها من مطالب الإصلاح السياسي، والتشريعات المصاحبة له، سواء بإلغاء بعض القوانين التي تعد سيئة السمعة، أو بإصدار قوانين جديدة أو تعديل بعضها لفتح مساحة أكبر للحريات العامة. ويتم تصوير الديمقراطية باعتبارها الوصفة السحرية التي من شأنها حل جميع المشاكل، وإرساء أشكال من العلاقات الأكثر عدالة واحتراما للحقوق الأساسية للمواطنين. ولكن يظل هناك عدد من التساؤلات المرتبطة بالديمقراطية في علاقتها بالفئات المحددة التي تم تهميشها.
ما كان أثر الديمقراطية – أو غيابها – على مسيرة النساء المصريات؟ وهل ستتحسن أوضاع النساء حقا مع إرساء الديمقراطية في البلاد؟ وهل للنساء مصلحة في تحقيق الديمقراطية؟ وهل يمكن أن تساهم النساء في إثراء الديمقراطية؟
وهل ستعود مساهمة النساء بالنفع للجميع، أم أن الفائدة سوف تعود على النساء وحدهن؟
للإطلاع
مفهوم الحركة
حول الديمقراطية
توسيع المفهوم
الحركة من 1879 إلى عام 1952
من 1952 إلى نهاية السبعينيات
الثمانينيات حتى نهايات العقد الأول من القرن الواحد والعشرين
واخيرا الخاتمة