“أول من ساهم في تفجير الثورة الليبية، وخاصة في بنغازي، هن أمهات وأرامل شهداء أبو سليم حين خرجن يوم 15 فبراير أمام مديرية أمن بنغازي، مطالبات بإطلاق سراح فتحي تربل، محامي عائلات ضحايا أبو سليم. ودوى شعارهن: “نوضي نوضي يا بنغازي، هاذ اليوم اللي فيه تراجي”، ( انهضي انهضي يا بنغازي، هذا هو اليوم الذي تنتظرينه)، عاليا لتهتز له بنغازي برمتها وترتعش له القلوب. هذا ما تقوله الناشطة والكاتبة الليبية انتصار بوراوي، ابنة بنغازي.
نوضي نوضي يا بنغازي
وفي نفس اليوم، وهن أمام مديرية الأمن لم يزلن، التحق بهن رجال وشباب بنغازي، ليلتحم الكل في هتاف صارخ، اهتزت له باب العزيزية هذه المرة.
وفي 17 فبراير، كان موعد الشارع الليبي مع انطلاق الثورة الموعودة. يوم خطط له الليبيون من فترة، وبالرغم من انه كان قرارا مشوبا بالشك والحيرة والتردد إلا أن الشعب الليبي لم يرد أن يكون استثناء للربيع العربي الذي كان قد بدأ في الزحف بعد ما اسقط كلا من الرئيسين السابقين زين العابدين بنعلي وبعده بقليل حسني مبارك. لا شيء بدا مستحيلا بعد، الآن والشعوب بدأت تتحرر من الخوف الذي أرضعته إياها الأنظمة الدكتاتورية.
للمزيد الاذاعة الهولندية