“لقد بدأنا رحلة استغرقت خمسة وعشرين يوما، لقد كانت تجربة صعبة ومؤلمة. لم يكن لدينا ماء، كنا نشعر بالعطش الشديد. وحتى بعد وصولنا إلى هنا، لم نحصل على الماء، لا نستطيع حتى تحضير كوب من الشاي”، هكذا تحدثت هوي اسحاق واحدة من مئات الاف اللاجئين الذين وصلوا إلى مخيم داداب، بشمال شرق كينيا، هربا من الجفاف والصراع الدائر في الصومال المجاور، تعاني النساء الصوماليات الكثير وهن يحاولن درء خطر سوء التغذية عن أطفالهن.
كان قرارا صعبا، ولكن في النهاية قررت هوى إسحق مغادرة منزلها … فقد دمر الجفاف معيشة أسرتها، وتركها زوجها وهي حامل.
قالت هوى إنها لا ترى أي مستقبل في منطقة غيدو بجنوب الصومال، لذلك انضمت إلى ست عائلات أخرى متجهة نحو كينيا، أملا في الحصول على مساعدة في البلد المجاور. وسارت العائلات الست وأطفالها حوالي أربعمئة وعشرين كيلومترا لمدة شهر في الحرارة الحارقة والغبار… وأخيرا وصلوا إلى داداب، الذي كان في السابق قرية صغيرة في شرق كينيا، والذي أصبح الآن أكبر مستوطنة للاجئين في العالم.
تحت إشراف المدير الإقليمي لليونيسف لشرق وجنوب أفريقيا، الحاج آس سي، يعمل فريق اليونيسف في مركز التغذية العلاجية في مخيم إيفو على تلبية الاحتياجات الملحة للنساء والأطفال. وفي هذا المركز هناك الكثير من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، والذين يكافحون من أجل حياتهم:
تقدم اليونيسف الأغذية العلاجية للأطفال الذين هم في خطر أكبر. وفي معظم الحالات الشديدة يتلقى الأطفال الحليب العلاجي حتى تستقر حالتهم الصحية. كما يعمل فريق اليونيسف في المخيمات على تقديم دورات تدريبية لتعليم الأمهات كيفية تحضير طعام مغذٍ لأطفالهن،
وفي وسط الغبار والمشقة، تعتبر قصة هوى إسحق، المرأة الحامل التي غادرت منطقة غيدو في الصومال، واحدة من هذه القصص الملهمة. فبعد وقت قصير من وصولها إلى داداب، وضعت هوى البالغة من العمر واحد وعشرين عاما، صبيا، وهو طفلها الثالث. هوى سمت مولدها الجديد إبراهيم، وكما تقول بفخر، “نحن بخير الآن — في الوقت الحاضر”…