بقلم: مريم جورج
في آخر سنة ليا في كلية الصيدلة كتبت لصديقتي مروة قبل ما نتخرج جملة أتذكرها جيداً: لتكن علاقتنا قوية مثل حامل أنبوبة البوريت (المصنوع من الحديد) لا ضعيفة مثل أنبوبة الاختبار(المصنوعة من زجاج سهل الكسر). و تحية للصداقة دي، أنا هأقول مبادئ أومن بها:
1) أنا كمسيحية لو زهقت من مصر و هاجرت إلى دولة مسيحية مثل إيطاليا هاشعر إن المسيحيين الإيطاليين مختلفين عني و إني أجنبية ،
والمسلم لو زهق من مصر وهاجر إلى دولة إسلاميه مثل السعودية
هو نفسه هيكون أجنبي فلا مفر له من محاولة التعايش مع مجتمعه الجديد.
2) إخواتنا اللبنانيون اختاروا الحرب في فتره (الله لا يرجعها)
وفي النهاية:اتفقوا على التعايش.
3) إن الحياة لم ولن تخلو من المشاكل ،بين الجيران والإخوة والزوجين و…..و….و…..فأنت لن تمنع المطبات عن سيارتك بل تستطيع أن تتعامل بحكمة مع المطبات.ومن الخطأ وقلة الحيلة أن يتصدى الأمن لحل المشاكل لأن الأمن لا يملك إلا العصا،ومن العار على الأمن استعمال الرصاص الحى ضد المواطنين،وحل المشاكل يا ناس مهمة أعضاء مجلس الشعب والمجالس المحلية.
4) المشاكل التي يعاني منها المسيحيون هي نفسها التي يعاني منها المسلمون +بناء الكنائس. لغياب قانون ينظم بناءها . وأهمية الكنيسة ليست فقط في أنها مكان للعبادة بل هي تقدم جميع الخدمات وتقوم بدور وزارات : يعنى في الدراسة تفتح فصول تقوية بأسعار رمزية، وفي الصيف تهتم بالرحلات والمسابقات الرياضية والفنية والدينية (المعروف باسم مهرجان الكرازة السنوى)، وتقديم خطاب مناسب للشباب ولجميع الاعمار(المعروف بمدارس الأحد) ،بالإضافة الى خدمة المرضى، وخدمة الفقراء، والمسنين، والأيتام،وذوى الاحتياجات الخاصة ،وحل المشاكل العائلية، كما إن الكنيسة مكان عام مفتوح ببلاش،والكنائس الكبيرة بها مكتب تشغيل للشباب، ومكتب زواج. ومن هنا جاءت الضرورة الملحة لبناء الكنائس. فهى تكمل دور الدولة في مجالات كثيرة.والأهم من كل هذا: امتصاص طاقة الشباب في اشياء مفيدة. هل ستتكفل الدولة بتقديم كل هذه الخدمات بدلا من الكنيسة؟؟؟
5) أنا مش هافرح لما يعينوا كام وزير مسيحي على كام محافظ مسيحي علي كام مسؤل مسيحي ،أنا ليا مصلحتي . وهو معالي وزير الماليه لما زود الضرائب قال: ماعدا مينا ومايكل وكيرلس؟ ولا العمال والفلاحين أصبحوا في رفاهية لما عملوا لهم ال50%في مجلس الشعب؟؟ لما يوجٍدوا فرص عمل لملايين الشباب المسيحى والمسلم هنفرًح ملايين العائلات المصرية أكثر من لو عينوا 20 وزير مسيحى .وبصراحة مش بالمنصب ،فأنا أعرف موظف مسيحى صغير حتى يوم العيد بيبعتوا يجيبوه من البيت لأنه أدرى باموردقيقة. الشعاراللي أرفعه هو الرجل المناسب في المكان المناسب لا من أجل المنظرة وحب المناصب، بل من أجل المصلحة العامة.
6) المسيحيون العرب أكثر الناس فهما للمسلمين . أتذكر عندما سقطت الطائرة التي كان يقودها الكابتن البطوطي(رحمه الله)، قال جملة (توكلت علي الله). وفسرها الغرب أنها دليل انتحار ولكن أنا فهمتها(سلمت امري اليك يا رب) لأن صديقتي (ح.محمد) تعرضت لحادث سيارة وأثناء الحادث، قالت (الله اكبر)، وطبعا ده لا يدل علي فرحتها ولايدل على أنها إرهابية دبرت الحادث، لكنها كانت تقصد (يا رب استر).
7) المسيحي المسنود اللي معاه قرش بيعيش، أما المسلم اللي مش مسنود واللي علي قده تعبان.
• ملحوظة مهم ة:ده مش معناه إن كل المسيحيين هم المهندس نجيب ساويرس -رجل الأعمال الممتلئ عطاء وحكمة- فما أكثر الفقراء في الكنائس، والكنائس مش ملاحقة عليهم.
8)تغيير الدين أمر شخصي وخاص بالعائلة و بأقرب رجل دين للأسرة فقط ، مش موضوع عام. واللي يغير دينه نتعامل معه باحترام وهو مالوش عندي حاجة لا هايزودنى ولا هاينقصني ولا هايحل مشاكلى ولا هايعقد مشاكلى.
9)بعد دخول الهكسوس-اليونانيين-الرومان-العرب (سامحونى)-الأتراك-الفرنسيون- الإنجليزإلى مصر، ده غير الجاليات الأجنبية، والمصريين اللي اتجوزوا أجانب ، ما ينفعش نقول (المسيحيين هم الفراعنة أصل مصروالمسلمين عرب وافديين)!! و بالمناسبة لو قلنا إن بعض سكان مصر ضيوف، كلمة ( ضيوف ) دى هناء ورفاهية، مش شتيمة. لأن إذا جاءك ضيف فى منزلك سوف تقدم له كل الخدمات بدون أن يبذل أى مجهود. و لكن لذلك لا أرى أن مصر بها أى ضيوف، حتى السياح، لأننا نستقبلهم بفلوسهم. وعندما دخل العرب مصر اختلطت الحضارة المصرية (هبة نهر النيل) بالثقافة العربية (لعدم وجود أنهار في شبه الجزيرة العربية تعطى استقرارا للسكان و تسهل بالتالي ظهور الحضارة الحضرية ) وأصبح العرب مصريين. أتذكر مثلاً الشاعر بيرم التونسي ولكنه مصري قلبا . وبصراحة كلمة (عرب) الآن دلالتها واسعة، لأن العرب الخليجيين غير المغاربة غير السودانيين غير الشوام غير المصريين. وكمان تعددت اللهجات، والأمر الواقع إنى أقرأ الكتاب المقدس بالعربى وأصلي وأتحدث بالعربي، مش بالهيروغليفي ولا بالقبطى. وأصبح لدينا مولود جديد اسمه (المصرية العربية او العربية المصرية) الذى نعيش به الآن.
10)شاهدت مؤخرا قناة فضائية تهاجم الإسلام بشراسة، بل بهبل وسخافه وتفنن في الاستفزاز. وأحب اقول لهم إن التبشير مش بالكلام القبيح والإشارات القبيحة .
11)الجارالقريب أفضل من الأخ البعيد (من أقوال سليمان الحكيم). يعني فكرة الاستقواء بالخارج، افغانستان شرقاً كان، أم أمريكاغرباً لن يفيد.
12) الإرهابيون لو لم يجدوا مسيحيين ليقتلوهم، هيقتلوا المسلمين لأن القتل أصبح هواية، وبنشوف الذبح البشرى البشع جداجدا في التليفزيون و الإنترنت.
13)لايصح عدم الحكم في قضايا غاية في الأهمية مثل نجع حمادى والكشح، أنتم كده بتفتحوا شهية الإرهابيين على القتل.
14)لابد على كل طرف أن يتقبل من الآخر كلام فيه شبهة تعصب، لأن فيه إعلاء من شأن عقيدته على كل العقائد.
15)بالنسبة للأطفال، لابد نتفهم أنه من الطبيعي أن يكون الطفل متعصباً لأي حاجة ينتمى إليها، وهو ده بداية تعلم الانتماء. أتذكر وأنا طفلة في مدرسة أبو بكر الصديق الابتدائية، ياما تبادلنا رمي الطوب مع مدرسة عمربن الخطاب، التى يفصلها عنا سور متوسط الارتفاع، بسبب اختلاف المدرسة. والطفل ممكن يقول كلام لم يسمعه حرفيا، لكنه كوُنه في عقله بسبب تعصبه الطبيعي. ثم يقل التعصب بالتدريج، بالتوعية والاحتواء من المدرسة والأسرة، وسيتفهم الطفل مسألة الاختلاف مع الآخر ويتعاون معه في الخير، وأن الدين لله وحاجة شخصية والوطن للجميع.
16)أى حد ممكن يظلم أى حد بس المهم وجود قضاء عادل قوى يرد حق المظلوم ويرجع الظالم عن ظلم
عن موقع مصر دولة مدنية