نحن الموقعون أدناه نعلن إعتراضنا و فزعنا من درجة التجاهل العالية التي يواجه بها المسئولون التنفيذيون (بدءا من وزارة الصحة وحتى رئاسة الجمهورية) ، مطالب الإضراب الحضاري و البطولي للأطباء ، هذا الإضراب الذي لا يتبنى فقط مطالب تخص تحسين مشروع لوضعهم المادي المهين ، و الذي لا يترك لهم فرصة الحياة الكريمة في وطنهم ، بل و يتبني مطالب تخص كل الشعب المصري الذي أصبح من حقه بعد الثورة أن تكون هناك بدايات جادة و حقيقية لتغيير عذابه و مهانته اليومية في المستشفيات الحكومية .
إن إضراب الأطباء الذي تخطى اليوم الخامس و الأربعين له لم يطرح فقط مطالب عادلة ، و لكنه يطرح أيضا حلولا عملية ، توضح إمكانية الإستجابة الفورية لجزء كبير من المطالب ، و لكن للأسف مرة أخرى لم نجد غير التجاهل و تصاعد التهديد و التنكيل بالأطباء المضربين !!!! لذلك فنحن الموقعون أدناه نطالب السادة المسئولين سرعة الإستجابة لمطالب الأطباء ، و التي نعتبرها تطبيق لمطالب الثورة الخاصة بالعدالة الإجتماعية والكرامة الإنسانية في قطاع الصحة ، و نؤكد على خطورة إستمرار التجاهل لمطالب الأطباء ، الذي يشعرهم أن أوضاعهم المأساوية لم تتغير، و لن تتغير عما كانت عليه قبل الثورة ،حيث مايزال أجر نوبتجية الطبيب أقل من أجر عاملة النظافة المنزلية ، مما يدفعهم لهجر أوضاعهم المهينة في وطنهم بحثا عن فرصة للعمل الكريم و الحياة الكريمة التي يصر وطنهم على حرمانهم منها !!! و بذلك نحرم الوطن من ثلثي أطبائه ، و تعاني كل مستشفياتنا من عجز دائم في الأطباء و في كل إمكانيات تقديم الخدمة الصحية ، و يستمر المسئولون في تجاهل الإجابة عن سؤال بسيط و منطقي … ماذا أهم من صحة المصريين ؟؟؟؟