تظاهرة بيافا ضد الإرهاب الجنسي: “أنا بنت الثورة المصرية.. جسدي أيقونة حرية”
نظم عدد من الناشطات والنشطاء النسويين في الداخل الفلسطيني، بمدينة يافا، أمس الثلاثاء، 12.02.2013، تظاهرة احتجاجية ضد الإرهاب الجنسي الذي يمارس على النساء، وخاصة الثائرات المصريات.
وقد شارك في التظاهرة قرابة الـ 200 شخص، رافعين الرايات المصرية والفلسطينية، وشعارات تندد بالجرائم والانتهاكات الجنسية، وتطالب بمحاسبة المتحرشين والمغتصبين بأقصى عقوبات يقتضيها القانون.
“برفض بعلن غضبي ثورة.. جسدي حرّ ومنّه عورة”
ومن بين اللافتات التي رفعت: “تتحرشش فيي”، و”هالة فيصل من تحت التراب بتنادي، شوع ملتو في تراب بلادي”، و”متضايقنيش”، و”انتفضي”، و”انهضي وانبذي القيود.. إنما أنت للوجود (حنا أبو حنا)”، و”احذر أن تقترب.. مساحتي تحترم”، و”ثوري على الشرف.. على الغرب.. على الشمال.. على الجنوب.. على حضارة الجسد.. وكوني عقل هذا العالم”، و”متسقطش كبتك الجنسي علي”، وغيرها.
ومن بين الهتافات التي هتفها المتظاهرون: “أنا بنت الثورة العربية.. جسدي أيقونة حرية”، و”بعلن رفضي للإرهاب.. تحرش وإغتصاب”، و”ثوري يا مصرية ثوري.. ع المجتمع الذكوري”، و”ثوري يا مصرية انتفضي.. بانتهاكك لا ما ترضي”، و”برفض بعلن غضبي ثورة.. صوتي عالي ومنه عورة”، و”برفض بعلن غضبي ثورة.. جسدي حرّ ومنّه عورة”، و”يا متحرش يا جبان.. بنت الثورة ما بتنهان”، وغيرها.
حدث عالمي
ويأتي هذا النشاط في إطار حدث عالمي دعت إليه حملة “انتفاضة المرأة في العالم العربي”، ود نظم في 13 بلد عربي وغربي، من بينها بيروت، وعمّان، ولندن، وباريس، وأوسلو، ونيو يورك، وواشنطن، ويافا، وقد جاء في نص الدعوة للحدث: “نحن، مواطنات ومواطنون من جنسيات العالم كله، نرفض أن نشاهد بصمت تفشي ظاهرة الإرهاب الجنسي المُمارس على المتظاهرات المصريات؛ نريد أن نظهر دعمنا وتضامننا وتقديرنا للمعتدَى عليهن اللواتي يدفعن من لحمهن الحيّ ثمن مشاركتهن في الثورة المصرية المستمرة ونريد أن نحيي جهود المتطوعين/ات الذين/اللواتي يخاطرون/ن بحياتهم/هن لتأمين ميدان التحرير.”
الناشطة سهير أسعد: نضالنا النسوي غير قابل للفصل عن نضالنا ضد الصهيوني وكل قمع سلطوي
وفي حديث مع الناشطة النسوية سهير أسعد، حول التظاهرة، قالت: “دعونا وشاركنا في الوقفة ضد الإرهاب الجنسي والاغتصاب الجماعي الممارس على الثائرات المصريات، بهدف إقصائهن عن الحيز العام ومصادرة حقهن كمواطنات بصنع التغيير وقيادة الثورة، وضد كل أشكال القمع التي ينتهجها حكم الإخوان وغيرهم ضد الثائرات والثوار المصريين الأحرار. استجابت لدعوتنا العديد من الجمعيات والأطر النسوية والنشيطات والنشطاء، وقد شهدت المظاهرة حضورًا مشرفًا.”
“نضالنا من أجل حرية النساء في فلسطين والعالم العربي غير قابل للفصل عن نضالنا ضد القمع الصهيوني، أو ضد أي قمع سلطوي في كل مكان.”
اخترنا ألا نتظاهر أمام السفارة المصرية في تل أبيب، لأننا نرفض التطبيع
وأوضحت: “على خلاف الوقفات الأخرى في العالم، اخترنا ألا نقف أمام السفارة المصرية في تل أبيب رافضات شرعنة وجودها وتطبيع العلاقات المصرية الإسرائيلية.”
وأوضافت: “لقد قامت مجموعة إسرائيلية باسم ’نفتح صفحة جديدة للسلام‘ بالدعوة لمظاهرة أمام السفارة المصرية في تل أبيب في اليوم ذاته، ونحن بتظاهرتنا في يافا نرفض التوجه النسوي السطحي الذي تحمله هذه المبادرة، ونستهجن النسوية المتصالحة مع الاحتلال وممارسته القمعية. نحن نرفض أن نضع يدنا في يد من يحمل هذا التوجه العنجهي، فنحن نؤمن أن لا حرية للنساء دون حرية الشعوب ولا حرية للشعوب دون حرية النساء.”
“لن نرضى أن تصبح أجسادنا وجنسانيتنا أدوات قتالية في أيدي الطّغاة“
وجاء في البيان الذي أصدره المنظمون حول الحدث: “نلبي النداء المصري ونقف وقفةَ أخوة مع ملهماتنا الثّوريات المصريات، نساء الثّورة المصرية ورجالها، لنثورَ معًا مُعلنينَ رفضنا القاطع لكل أشكال القمع والاضطهاد الذكوري، والجنسي، والاستعماري، والديني، والسُّلطوي. لن نرضى أن تصبح أجسادنا وجنسانيتنا أدوات قتالية في أيدي الطّغاة.”
وأضافت: “في الوقت الذي يتواجد فيه أبناء شعبنا، وخاصة أسرانا وأسيراتنا الفلسطينيات، في خضم معارك الحرية، كل نساء فلسطين ستنتفض من أجل الحرية وتحرر الجسد.. فهذا الجسد لي، وهذي الأرض لي، وهذا الهواء الرطب لي.”
أما المؤسسات والأطر النسوية التي شاركت في الحدث بالداخل الفلسطيني، فهي “نساء ضد العنف”، و”معا – اتحاد الجمعيات النسائية العربية في النقب”، و”المنتدى النسوي الفلسطيني”، و”أصوات – نساء فلسطينيّات مثليّات”، و”السوار – الحركة العربية النسوية لدعم ضحايا الاعتداءات الجنسية”، و”نعم – نساء عربيات بالمركز”، و”المنتدى النسوي بمدن المركز”، و”اتحاد المرأة التقدمي.”