تزامنًا مع جلسة لجنة أوضاع المرأة في دورتها 68 بنيويورك، وعنوانها الرئيسي “تسريع تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين جميع النساء والفتيات، من خلال معالجة الفقر وتعزيز المؤسسات والتمويل من منظور جنساني”، ومع الشعار الذي رفعته هيئة الأمم المتحدة لهذا العام في اليوم العالمي للمرأة “الاستثمار في المرأة لتسريع وتيرة التقدم”.
عقدت المرأة الجديدة جلسة موازية تدمج بين الموضوعين تحت عنوان “تداعيات سياسات التقشف على ضعف برامج الحماية الاجتماعية للنساء وتأنيث الفقر”
أدارت الجلسات:
مي صالح/
مديرة برنامج النساء والعمل والحقوق الاقتصادية، التي رأت أن تمكين النساء وتقدم المجتمعات بشكل عام لن يتحقق إلا بثلاث خطوات رئيسية وهى:
مواجهة العنف والتمييز، وتفكيك القوالب النمطية عن الأعمال الرعاية المنزلية إذ تعيق تلك الأعمال تواجد 42% من النساء في قوة العمل، والأهم إدماج النساء فى سوق العمل الحقيقي حيث تتمثل نسبة النساء في قوة العمل بالوطن العربي 19% فقط! بالتالي فالحماية الاجتماعية، العادلة والمستدامة تتطلب عملًا ثابتً ودخلًا مستقرً ومستقلًا للنساء.
كما أشارت إلى الشعار الأكثر شيوعًا “النساء ممتصات الصدمات” على إثره تدفع النساء الثمن الأكبر في الأزمات والسياسات.
على رأس تلك الأزمات تدابير التقشف التي يعيشها نحو 80-85 % من سكان العالم.
بينما تحدثت فرح الشامي/
مديرة برنامج الحماية الاجتماعية – مبادرة الإصلاح العربي، عن أنظمة الحماية الاجتماعية في ظل سياسات التقشف، والتي تعرف كحق من حقوق الإنسان، وتشمل جميع المواطنين فى كل مراحل الحياة، إلا أن برامج الحماية الاجتماعية فى المنطقة تعاني من الهشاشة والضعف، تقوم على الاستهداف وتعرض النساء لمزيد من التمييز وبالتالى هى غير عادلة وغير ملائمة، فاشتراطات المؤسسات المالية الكبرى، جعلت الحكومات تتجه إلى تخفيض بنود الإنفاق الاجتماعى فى الموازنات العامة، كأحد تدابير التقشف فى مقابل زيادة حصة بند فوائد الدين العام، وما يترتب عليه من ضعف خدمات الأمومة والطفولة، وزيادة نسبة مساهمة المدفوعات المباشرة للأفراد على الخدمات العامة الاساسية.
وعلقت شيرين طلعت/
مديرة الحركة النسوية للعدالة الاقتصادية والإيكولجية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، عن تفاقم معدلات الفقر واللامساواة فى ظل سياسات التقشف كأحد مظاهر العنف الاقتصادى ضد النساء، حيث تعيش ما يقرب من 1.7 مليار امراة وفتاة أو مايعادل 10 % من نساء العالم في فقر مدقع. كما تحدثت عن السياسات الاستعمارية التى تنتهجها المؤسسات المالية الكبرى، والتي تهدف الى اغراق الدول في المزيد من الديون.
ومع زيادة الأعمال الرعاية المنزلية غير مدفوعة الأجر وتواجد النساء فى العمل غير المنظم زادت فرص تأنيث الفقر ووضع الأُسر تحت خط الفقر، بسبب الفرق الشاسع الذي صنعته ضريبة القيمة المضافة على الأُسر التى تعولها نساء عن غيرها ممن يعولها الرجال.
كما شاركت نفين عبيد/
الباحثة في التنمية ودراسات النوع الاجتماعي، بالحديث عن تداعيات السياسات الاقتصادية الحالية على الصحة الانجابية وتحسن الخصائص السكانية، ورأت أن تخفيض معدلات الانجاب ليست هى الحل الأمثل للازمة الاقتصادية، لأن الموارد البشرية فى حد ذاتها فرص يمكن استثمارها إذا كانت هناك سياسات اقتصادية جادة وليست مجرد مبادرات وقتية، وثانيا أن معدلات الانجاب الواقعية ليست كبيرة، بل وتقل مع الوقت ومع خرجت النساء بشكل طبيعى ومنطقى ، مع التأكيد على الحقوق الإنجابية للنساء وحرية اختيار البدائل التى تناسبها وعدم تحميل النساء وحدهن مسئولية تقليل الإنجاب.
فيما أعتبرت أن عوامل طرد النساء من سوق العمل تعود إلى الأعمال الرعائية وغياب خدمات الأمومة والطفولة.
انتهت الجلسة بعدة توصيات منها: