عقدت مؤسسة المرأة الجديدة ندوة إلكترونية (ويبنار) حول العنف الجنسي في الجامعات المصرية تحت عنوان (متى يصدق القانون الناجيات؟) وذلك على خلفية واقعة تقديم ثلاث طالبات شكوى ضد أستاذ جامعي كان يقوم بالإشراف على رسائلهن الجامعية لرئيس الجامعة في 2018، وتم التحقيق فيها وإدانة الأستاذ الجامعي ومجازاته تأديبيا عن الإخلال الجسيم بواجبات الوظيفة والكرامة الواجبة لها، والخروج الفاحش على القيم والتقاليد الجامعية بقيامه بأفعال تمثل اعتداء على الطالبات والتحرش بهن، وقد تقدم الأستاذ الجامعي بطعن أمام المحكمة الإدارية العليا التى وضعت حيثيات حكمها ببراءة الطاعن مما نسب إليه من مخالفة تأديبية بشأن التحرش بالطالبات، وذلك لوجود شكوك في رواية الشاكيات، وكان أحد أهم أسباب الشك في روايتهن تأخرهن في الإبلاغ، حيث كان من وجهة نظر المحكمة ضرورة إسراع الشاكيات بالشكوى في حالة صحة الواقعة “فتراخيهن عن الإبلاغ في وقتها” يلقي بظلال من الشك على روايتهن وقد أخذت المحكمة بالقاعدة الفقهية “أن الشك يفسر لصالح المتهم”.
فتحت هذه الواقعة الكثير من الموضوعات التي تحتاج إلى مناقشة جادة تخص العنف في الجامعات والمؤسسات التعليمية، خاصة مع وجود موازين قوى وسلطة شبه مطلقة لأساتذة الجامعة على الطالبات سواء طالبات الجامعة في السنوات الدراسية العادية أو طالبات الدراسات العليا.
عرض الويبنار لدراسات حالة عانت فيها ناجيات من العنف الجنسي داخل جامعة أسوان، عانين أيضا من ضياع حقوقهن في تحقيقات منصفة، والحصول على حقهن في الحماية القانونية داخل الجامعات، كما عرض لتأسيس وحدات مناهضة العنف في الجامعات وآليات عملها، كما تناول أهم الإشكاليات وطرح بعض التوصيات لتصبح بيئة العمل والدراسة في الجامعات والمنشآت التعليمية أكثر أمانا.
كما تم استعراض الوضع القانوني وأن الحكم لم يعتبر أن شهادة الناجيات وحدها كافية لإثبات الجريمة وبالتالي رغم اعتراف الحكم بصعوبة إثبات الجريمة وعدم معقولية وجود شهود للجريمة ولكن هذا لا يمكن أن يعتبره القضاة إثبات خاصة مع غياب أي دلائل أو اثباتات، وبناء عليه برأت المتهم على اعتبار أن الشك يفسر لصالح المتهم، ولكن أيضا وجب الإشارة إلى أن العنف الجنسي أحد الجرائم التي لا تسقط بالتقادم، وبناء عليه تم الحكم في بعض القضايا بعد مرور سنوات بين حدوث الواقعة والإبلاغ مثل قضية أحمد بسام زكي والذي تم الحكم فيها بعد أربع سنوات من الواقعة.
شارك في الويبنار الأستاذ أحمد راغب المحامي الحقوقي و. أحمد راغب – المحامي بالنقض، وأماني مأمون – رئيسة مجلس إدارة مؤسسة جنوبية حرة بأسوان ومديرة الوحدة القانونية بالمؤسسة، أدارت اللقاء الأستاذة لمياء لطفي مديرة بنامج الآليات الدولية بمؤسسة المرأة الجديدة.