كتبت: رشا الجبالى
الأمين العام للاتحاد المصري للنقابات العمالية
لا تزال مشاركة المرأة في العمل النقابي تجاه قضاياها ضعيفة، وذلك يرجع لضعف وتدني نسب مشاركتها في قيادة المواقع الأولى بالنقابات، وهو ما يتناقض مع ما تدعو له النقابات العمالية المطالبة بالعدالة والإنصاف لزيادة نسب مشاركة المرأة، وإلغاء كافة أشكال التمييز، فما زالت الهيمنة الذكورية تسيطر على كثير من مراكز القرار بالعمل النقابي، وهذا يدعو المرأة النقابية إلى أن تأخذ زمام المبادرة لتبني القضايا العمالية النسوية، وتسليط الضوء عليها ضمن خطة عمل فعلية، وحملات ضغط ومناصرة، فالتغيير يحتاج للنضال المستمر والطويل، فالكثير من القضايا تحتاج لوقفة جادة من النساء أنفسهن لتحسين واقعهن وتحقيق مطالبهن ، وخاصةً التي تتعلق بالعنف والتحرش المبني على النوع الاجتماعي.
بدأت لجان المرأة بعد تأسيس النقابات المستقلة وكانت من اقوى اللجان النوعية وأكثرها قدرة على الحشد وزيادة العضوية وكان لها دور قوى في القضايا العامة المطلبية وانشغلت النقابيات فى المطالب العامة وتناست الدفاع عن حقوقها كمرأة ، وتستطيع لجان المرأة تبنى الكثير من الموضوعات المهمة التي يمكن العمل عليها بقوة لصالح المرأة العاملة؛ كمشاركتها في المطالبة بتعديل قانون العمل من منظور النوع الاجتماعي، وإنشاء دور الحضانة في مواقع العمل أو بالقرب منها، ومراعاة خصوصية النساء في بيئة العمل، ولعب دوراً أكبر في المشاركة بالأنشطة والبرامج السياسية والاجتماعية والوطنية .
فأي عمل ناجح يجب أن يراعي في التنظيم أسس الديمقراطية والحكم الرشيد في إدارته، وتمثيل ومشاركة الفئات الاجتماعية خاصة النساء والشباب، وتعزيز الحريات والمشاركة الديمقراطية، وحماية الحقوق والمبادئ الإنسانية، وصونها بما يحقق التنمية والاستدامة، ودمج النوع الاجتماعي في عالم العمل والتنظيم النقابي.
ومن خلال لجان المرأة في النقابات تستطيع النقابات تمكين المرأة فتعمل على توفير الفرص المتساوية للمشاركة في العمل النقابي وذلك لضمان حقوق النساء العاملات، وتعزيز مشاركة النساء في اتخاذ القرارات وضمان تمثيلهن بشكل فعال
كما ينبغي أن تهتم لجان المرأة في النقابات بالدفاع عن حقوق النساء العاملات ومكافحة أي تمييز مبني على النوع في مكان العمل وتمكين المرأة اقتصاديًا من خلال تعزيز فرص التدريب والتطوير المهني للنساء العاملات لزيادة فرصهن الاقتصادية، تعزيز الحماية الاجتماعية والاقتصادية للنساء العاملات وضمان حصولهن على حقوقهن المالية، تحسين ظروف العمل للنساء وضمان توفير بيئة عمل عادلة وآمنة.
كما أن وجود لجان للمرأة يعمل على تعزيز التوازن بين الجنسين من خلال مكافحة التمييز والعنف الجنسي في مكان العمل والمجتمع وضمان بيئة عمل آمنة ومحترمة للجميع، تعزيز الوعي بأهمية المساواة بين الجنسين وضرورة العمل نحو تحقيقها في مختلف مجالات الحياة، تعزيز تمثيل النساء في المناصب القيادية داخل النقابات والمؤسسات العمالية.
فهل ستنجح لجان المرأة داخل النقابات في القيام بدورها كاملًا أم أنه ما زالت أمامها تحديات تواجه النساء بالعمل النقابي؟