دكتور خالد منتصر
رغم أننا في القرن الحادي والعشرين فما زال فى مصر من يعيش بعقلية العصور الوسطى، من لا يزال مصراً على تقنين وتشريع أكبر جريمة بربرية وهمجية عرفتها مصر، وهى جريمة ختان البنات،مازال هناك من يصر على تقديم مشروع قانون يطبب الختان ويسمح بإجرائه فى المستشفيات! ختان البنات جريمة سواء بيد الداية أو الطبيب، ختان البنات ليست له أى ضرورة طبية مذكورة فى أى مرجع طبى، بل أكثر من ذلك؛ ختان البنات غير مذكور أصلاً كإجراء طبى معترف به فى أى كتاب يُرجع إليه كمصدر علمى محترم، تطبيب الختان جريمة، ولا يوجد ما يسمى «ختان شرعى» و«ختان غير شرعى»، يوجد فقط ختان بنات يُطلق عليه فى البلاد المتحضرة البتر التناسلى للإناث، ختان البنات عادة لا عبادة، وجزارة لا طهارة، فنحن حينما نجرى عملية الختان لا نحرم الأنثى من الإثارة كما ندعى، ولكننا ندمر إشباعها الجنسى حتى لا تصل إلى النشوة التى هى من وجهة نظرنا عيب ومن حقنا فقط نحن الرجال، و«علشان نريح أصحاب نظرية قطع البظر تحقيقاً لبعد النظر»، وبُعد النظر هنا بالطبع هو الحفاظ على الشرف الذى يراق على جوانبه الدم، نقدم لهم تلك الإحصائية التى ستهدم نظريتهم وهى أن 90% من المتهمات فى قضايا الدعارة قد أجريت لهن عمليات ختان!! وهذا يعنى ببساطة أن ما سينقذ بناتنا من الوقوع فى هوة الدعارة ليس هو قطع هذه الجلدة وإنما هو التربية السليمة. ،سيرد عليك البعض عشان كده بنقول لك اعملها عند دكتور!!، أن مجرد كلمة طبيب لا تعنى المنقذ أو المخلص، فالداية أو الطبيب كلاهما يرتكب جريمة حين يجرى عملية الختان، ولكنها فى حالة الداية جريمة «بلدى»، أما فى حالة الطبيب فهى جريمة «شيك» بقفازات وبنج، فالقضية ليست فى أن تجريها داية أو يجريها طبيب، القضية هى إجراؤها من عدمه، القضية هى هل نستعد لدخول المستقبل بعقل متحضر أم نظل مجتمعاً يفكر بنصفه الأسفل فقط؟ ، السؤال المهم والمباشر متى سنقضى على ختان الإناث؟ ، لن نستطيع الإجابة عن هذا السؤال إلا إذا أجبنا عن سؤال أهم، ما هى مشكلتنا مع المرأة أصلاً؟ القضية لن تحسم إلا إذا حسمنا موقفنا أساسياً من المرأة و الذى تلخصه الأغنية الشعبية التى يقولونها للقابلة عند ولادة البنت، والتى تقول: تستاهلى يا جابلة تلاتين جريدة دابلة يا مبشرة بالبُنيّة والعوازل واجفة حقاً إنها البنت التى تجر جسدها العورة أينما ذهبت والتى تستقبل ولادتها بتكشيرة من الأهل، وتستقبل طفولتها بذبح من الداية، وتستقبل شبابها باغتصاب من الزوج، وتستقبل شيخوختها بإهمال الأبناء والأحفاد حتى تخرج من قبر حياتها الكبيرة إلى قبر موتها الصغير.. وقديماً كان وأد البنات لحظة ولكنه الآن فى كل لحظة. ولا أجد أفضل من كلمات الصحفية العربية سالمة صالح، كختام: «ما أصعب أن يكون المرء امرأة.. عليها أن تحتفظ بمظهر فتاة وتفكر كرجل وتعمل كحصان.