الشيخ عبده : ليس في الشريعة نص يوجب الحجاب

دليلا إرشاديا لليونسكو عن الثقافة الجنسية يثير ضجة حامية
سبتمبر 14, 2009
هاعيد وافرفش بس مش ها تحرش
سبتمبر 16, 2009

القاهرة (رويترز) – في حين أصبح الحجاب الذي يغطي رأس المرأة زيا عاما بين معظم نساء مصر كما ينتشر النقاب الذي يغطي الوجه وأحيانا يخفي العينين أيضا تأتي اجتهادات الإمام محمد عبده لتنسف ما يعتبره البعض أساسا دينيا لما رآه مفتي الديار المصرية قبل أكثر من مئة عام مجرد “عادة” نتجت عن الاختلاط بأمم أخرى.

ويقول الامام في أعماله الكاملة ان كل الكتابات التي كانت تلح على ضرورة الحجاب في عصره ركزت على “خوف الفتنة.. فهو أمر يتعلق بقلوب الخائفين من الرجال” وعلى من يخاف الفتنة منهم أن يغض بصره.

ويضيف ان آية غض البصر تتوجه الى الرجال والنساء وأن المرأة “ليست بأولى من الرجل بتغطية وجهها.”

ويتساءل.. “عجبا. لم يؤمر الرجال بالتبرقع وستر وجوههم عن النساء اذا خافوا الفتنة عليهن. هل اعتبرت عزيمة الرجل أضعف من عزيمة المرأة واعتبر الرجل أعجز من المرأة عن ضبط نفسه والحكم على هواه.. واعتبرت المرأة أقوى منه في ذلك حتى أبيح للرجال أن يكشفوا وجوههم لاعين النساء مهما كان لهم من الحسن والجمال.”

وما كتبه الامام محمد عبده (1849-1905) عن الحجاب هو أحد فصول مجلد يقع في 730 صفحة كبيرة القطع ويضم كتاباته الاجتماعية.

والاعمال الكاملة له والتي حقهها محمد عمارة تقع في خمسة مجلدات وأصدرت (دار الشروق) في القاهرة طبعة جديدة منها ضمن مشروع مكتبة الاسرة الذي تتبناه الهيئة العامة للكتاب منذ 19 عاما.

وحظى الشيخ محمد عبده بتقدير كبير الى الان نظرا لتوجهاته الاصلاحية ومواقفه الوطنية حيث شارك في الثورة العرابية ضد الاحتلال البريطاني للبلاد عام 1882 وبعد فشل الثورة حكم عليه بالسجن ثم نفي الى بيروت ومنها الى باريس حيث أسس مع جمال الدين الافغاني صحيفة (العروة الوثقى) ثم عاد الى مصر وعمل بالقضاء الى أن عين في منصب المفتي عام 1899 .

ويقول الشيخ محمد عبده تحت عنوان (حجاب النساء من الجهة الدينية) انه “لو أن في الشريعة الاسلامية نصوصا تقضي بالحجاب على ما هو معروف الان عند بعض المسلمين لوجب علي اجتناب البحث فيه ولما كتبت حرفا يخالف تلك النصوص مهما كانت مضرة في ظاهر الامر لان الاوامر الالهية يجب الاذعان لها بدون بحث ولا مناقشة. لكننا لا نجد في الشريعة نصا يوجب الحجاب على هذه الطريقة المعهودة وانما هي عادة عرضت عليهم من مخالطة بعض الامم فاستحسنوها وأخذوا بها وبالغوا فيها وألبسوها لباس الدين كسائر
العادات الضارة التي تمكنت في الناس باسم الدين والدين منها براء.”

ويتساءل.. “كيف لامرأة محجوبة أن تعمل بصناعة أو تجارة.. وكيف يمكن لخادمة محجوبة أن تقوم بخدمة بمنزل فيه رجال.. وكيف لامرأة محجوبة أن تدير تجارتها بين الرجال أو تمارس الزراعة أو الحصاد في مجتمع فيه رجال.”

بل يذهب الامام محمد عبده الى حد القول انه في حالات التخاصم واللجوء الى المحكمة يكون مهما لطرف الخصومة مع امرأة ومهما للقاضي أيضا أن يكشف وجه المرأة “ولا أظن أنه يسوغ للقاضي أن يحكم على شخص مستتر الوجه ولا أن يحكم له.”

ويضيف أن الشخص المستتر لا يصح أيضا أن يكون شاهدا اذ من الضروري أن يتعرف القاضي على وجه الشاهد والخصم.فيقول ان الشريعة الإسلامية “كلفت المرأة بكشف وجهها عند تأدية الشهادة” والحكمة في ذلك أن “يتمكن القاضي من التفرس في الحركات التي تظهر عليه” فيقدر الشهادة قدرها.

ويرى أن “أسباب الفتنة” لا ترجع للاعضاء الظاهرة للمرأة وانما السلوك الشخصي أثناء المشي وأن “النقاب والبرقع من أشد أعوان المرأة على إظهار ما تظهر وعمل ما تعمل لتحريك الرغبة لانهما يخفيان شخصيتها فلا تخاف أن يعرفها قريب أو بعيد… فهي تأتي ما تشتهيه من ذلك تحت حماية ذلك البرقع وهذا النقاب.” ويلخص الامر قائلا ان النقاب ليس من الشرع الاسلامي “لا للتعبد ولا للادب بل هما من العادات القديمة السابقة على
الإسلام والباقية بعده” موضحا أنها منتشرة في بعض الامم الشرقية التي لا تدين بالإسلام

http://arabic.arabia.msn.com/news/entertainment/Reuters/2009/September/977242Update.aspx?ref=rss

10 Comments

  1. يقول Ali Batrouni:

    مع تشجيعي الخاص….

  2. يقول Mostafa Mohammed:

    لفد تم تحريف الخبر المنقول عن رويترز بشكل كبير، أصل الخير يوضح أن الشيخ محمد عبده كان يتحدث عن النقاب وليس الحجاب
    http://ara.reuters.com/article/entertainmentNews/idARACAE58E0PC20090915

    • يقول NWRC:

      شكرا مصطفى على اهتمامك وعلى ملاحظتك

      لكن الخبر على موقعنا هو منقول كما هو على رويترز، وكلمة الحجاب الموجودة في العنوان ستستدعي ان يقرأ الناس الخبر ويكتشفون معنى الحجاب الذي قصده محمد عبده، ووقتها سيعلمون ان “الحجاب” عند محمد عبده تعني النقاب وقد استخدمت كلمة الحجاب في الخبر على رويترز

      فليس هناك اي تحريف

      ويسعدنا استمرار تواصلك معنا وملاحظاتك

  3. يقول خاف ربك:

    أدلة الكتاب والسنة على وجوب الحجاب

    الدليل الأول

    قولة تعالى : (( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن 000 الآية )) – النور 31 – فقد دلت الآية الكريمة على وجوب ستر الوجه من خمسة أوجه هي

    1

    قوله((ويحفظن فروجهن )) فإن الله تعالى أمر المؤمنات بذلك صيانة لهن من أسباب الفتنة وتحريضاً لهن على أسباب العفة ، ومن وسائل حفظ الفرج تغطية الوجه 0

    2

    قولة : (( ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها )) ووجه الدلالة : أن الآية نهت عن إبداء الزينة إلا ما ظهر منها والمراد الثياب، والنهي عن إبداء الزينة نهي عن إبداء مواضع الزينة ، فإذا كانت مأمورة بستر زينتها من حلي ونحوه عن نظر الرجال الجانب خشية أن يفتتنوا بها 0 فلأن تؤمر بستر وجهها أولى وأحرى لأنه زينة خلقية فهو مجمع المحاسن

    وموضع الفتنة 0

    3

    33وليضربن بخمرهن على جيوبهن )) فهذه الآية دلت على أن النساء مأمورات بتغطية وجوههن، وبيان ذلك أن المرأة إذا كانت مأمورة بسدل الخمار من رأسها إلى جيبها لتستر صدرها فهي مأمورة بستر ما بين الرأس والصدر وهما الوجه والرقبة 0 ولقد فهمت نساء الصحابة رضي الله عنهن أن الآية تعني لزوم تغطية الوجه امتثالاً لأمر الله تعالى ، تقول عائشة رضي الله عنها لما نزلت هذه الآية (( وليضربن بخمرهن على جيوبهن )) أخذن أزرهن فشققنها من قبل الحواشي فاختمرن بها 0

    قال الحافظ ابن حجر _ رحمة الله قوله ( فاختمرن ) : أي غطين وجوههن ، وصفته أن تضع الخمار على رأسها وترميه بالجانب الأيمن على العاتق الأيسر وهو التقنع ) 0 وهذه الآية من أعظم الأدلة وأصرحها في لزوم الحجاب لجميع نساء المسلمين كما قال

    الشنقيطي – رحمة الله – 0

    4

    : ووجه الدلالة( ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن ))

    : قوله أن الله تعالى لم يرخص بإبداء الزينة الباطنية لغير المحارم بعد الزوج إلا للتابعين غير أولى الإربة من الرجال أو الطفل الذي لم يطلع على عورات النساء، فدل ذلك على أن من عداهم من الجانب لا يحل إبداء الزينة له 0 فيقتضي ذلك الأمر بستر الوجه عن الجانب ولو كان كشفة مباحاً لما كان لاستثناء هؤلاء الأجانب فائدة

    5

    ووجه الدلالة

    ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن)

    وقولة:أن الله تعالى ينهى المرأة المؤمنة أن تضرب الأرض برجلها إذا مشت لتسمع الناس صوت خلخالها، فإذا كانت منهية عن إظهار صوت الزينة الخفية لئلا يثير ذلك كوامن الفتنة ويوقظ المشاعر النائمة، فكيف يباح لها أن تكشف وجهها0 وأي الزينتين أولى بالستر ؟ وجه ممتلىء نظارة وجمالاً ؟ أو صوت خلخال في رجل امرأة ل يدري ما سنها وما جمالها ؟

    الدليل الثاني

    (( قولة تعالى :((والقواعد من النساء الآتي لا يرجون نكاحاً فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة وأن يستعففن خير لهن والله سميع عليم )) – النور 60 –

    وجه الدلالة : أن الله تعالى نفي الجناح – وهو الإثم – عن القواعد وهن العجائز الآتي لا يرجون نكاحاً لعدم رغبة الرجال فيهن لكبر سنهن فنفى عنهن الإثم في وضع ثيابهن بشرط ألا يكون الغرض من ذلك التبرج بإظهار ما يجب إخفاؤه 0 ومن المعلوم بداهة أنه ليس المقصود بوضع الثياب أن يبقين عاريات وإنما المراد وضع الجلباب أو الرداء أو نحوهما مما يستر جميع البدن – كما قال ابن عباس وابن مسعود وغيرهما – فتخصيص الحكم بهؤلاء العجائز دليل على أن الشواب الآتي يرجون نكاحاً لا يجوز لهن وضع شيء من الثياب عند الأجانب ولو كان الحكم شاملاً للجميع في جواز وضع الثياب ولبس درع ونحوه مما لا يستر ما ظهر غالباً كالوجه والكفين لم يكن لتخصيص القواعد فائدة 0

    الدليل الثالث

    قولة تعالى :((وإذا سألتموهن متاعاُ فسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن )) – الأحزاب 53 –0

    : ووجه الدلالة:أن الله تعالى يأمر المؤمنين إذا سألوا نساء النبي صلى الله عليه وسلم متاعاً أن يكون ذلك السؤال من وراء حجاب فدلت الآية على وجوب الحجاب على جميع النساء 0 يقول الشنقيطي – رحمة الله – : ( ولو فرضنا أن آية الحجاب خاصة بأزواج النبي صلى الله عليه وسلم فلا شك أنهن خير أسوة لنساء المسلمين في الآداب الكريمة المقتضية للطهارة التامة وعدم التدنس بأنجاس الريبة فمن يحاول منع نساء المسلمين كالدعاة للسفور والتبرج اليوم من الاقتداء بهن في هذه الأدب السماوي الكريم المتضمن سلامة العرض والطهارة من دنس الريبة غاش لأمة محمد صلى الله علية وسلم ومريض القلب ) 0

    الدليل الرابع

    : من السنة :عن ابن عمر – رضي الله عنهما – أن النبي صلى الله علية وسلم قال : (( لا تنتقب المرأة المحرمة ولا تلبس القفازين )) متفق علية 00 وجه الدلالة : أن نهي المحرمة عن لبس ما فصل على قدر الوجه كالنقاب أو على قدر اليدين كالقفازين دليل على أن هذا معروف في النساء الآتي لم يحرمن ، وذلك يقتضي ستر وجوههن وأيديهن 0 ولو لم يكن هذا معروفاً عندهن لم يكن هناك فائدة من هذا النهي 0

    الدليل الخامس

    من السنة : حديث عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم : (( المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان )) أخرجه الترمذي 00قال في جامع الأصول : ( العورة كل ما يستحي منه إذا ظهر ، والمرأة عورة لأنها إذا ظهرت يستحي منها ) فهذا الحديث دلَّ على وجوب ستر الوجه لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر بأن المرأة عورة والعورة يجب سترها ولا يجوز كشف شيء منها 0

    اختي في الله :إن فيما ذكرناه من الأدلة على وجوب الحجاب وتصحيح مفهومه لدى كثير من النساء فيه كفاية لمن أرادت معرفة الحق والعمل به وهذا هو المتعين على كل مسلمة لتفوز بخيري الدنيا والآخرة 0 وإن عدم الاتعاظ ومعاندة الحق بعد معرفته علامة على قسوة القلب واتباع الهوى 00 ولا فلاح في اتباع الهوى وإنما الهلاك في اتباعه في الدنيا والخزي في الآخرة 00 ولتعلمي بأن الحجة تقوم عليكِ لأنك علمتِ الحق من الباطل 00 فحكمي عقلك وسيري على الطريق الصحيح 0

    • يقول د.حمروش:

      لا والله……..بعد محمد عبده…………..جى حضرتك تفتى………………..محتاج يابنى تفهم معنى كل آيه وحديث كتبتهم…..وتعرف اللى وصل له الامام من حوالى 130 سنه…..والا فما ترجمة ان يغض النساء من ابصارهم ووجوه الرجال مكشوفه…افليس اولى ان يتحد الاثنان فى الفعل ان توحد التكليف…وكيف يغض الرجال ابصارهم من المتكفنات بالسواد من رؤؤسهن حتى اخماصهن……عيب الامة الاسلاميه…انها تعود لتبدأ من جديد فى حلقة مفرغة..لا تتقدم للامام بسبب تمويهاتكم وقلة فهمكم ….وخوف الناس بفطرتهم على حب الدين من شبهة اى مخالفه…….وهكذا……فلو انتشر النقاب…لازدهرت الدعارة وتجارة المخدرات باكثر مما هم عليه………ولقعدت النساء بعد ذلك حبيسات غرف النوم فى انتظار بعولتهن…كان ليس لديهن مايصنعن الا انجاب الذرية……….امتى ياربى العالم دى تصحى بقى على اللى فهمه وادركه وافتى به قامات كالامام محمد عبده وغيره الكثير من غيرائمة الوهابية قاتلهم الله اعداء الامة الحقيقيون…………….

  4. يقول ايمن:

    أيات الخمار في سورة النور
    ‫‫
    {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَـاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَـارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ ءَابَآئِهِنَّ أَوْ ءَابَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَآئِهِنَّ أَوْ أَبْنَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِى إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِى أَخَوَتِهِنَّ أَوْ نِسَآئِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَـانُهُنَّ أَوِ التَّـابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِى الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُواْ عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَآءِ وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُواْ إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ‫}

    معاني أهم المفردات

    يَضْرِبْنَ‫: يضعن

    خُمُرِهِنَّ‫‫: الخُمُر هي الأغطية ‫، وفي هذا السياق هي كل ما غطي شيء من جسم الإنسان ‫، وليس فقط الرأس كما في المعني الشائع. المعني المرجح هنا هو ‫”‫ثيابهن‫”‫ أياً كانت لعدم التخصيص‫.‫ ‫أي أن لو الله يقصد الرأس لقالها‫ ‫، ومع ذلك فنحن لا نمانع من أن تكون الخُمُر المقصودة هنا هي بالفعل غطاء الرأس كما سيرد لاحقاً‫.‫

    جُيُوبِهِنَّ‫: الجَيْب هو كل ما كان بين شيئين ‫، وفي هذا السياق هو كل ما كان بين عضوين من أعضاء الجسم ‫، وقد فسره غالبية المفسرون بنحر الصدر أو عمومه ‫، وفي قولٍ أخر الصدر والرقبة‫.‫ وقيل أيضاً منطقة الجيوب بالملابس أي الصدر والبطن‫.‫ وقيل أن كل ما بين عضوين تشمل الصدر والإبط ومابين الفخذين‫.‫ نرجح نحن كل ما ذُكِر نظراً لعموم اللفظ‫.‫

    الزينة‫: كل ما هو زينة تسر الناظرين ‫، وقد إختلف فيها المفسرون أيما إختلاف‫.‫ سنورد رأينا في هذا أسفله‫.‫

    يكون معني الأية إذاً‫: يا أيها النبي قُل ‫(‫فعل أمر‫)‫ للمؤمنات من النساء أن يغضضن من أبصارهن ‫(أي لا ينظرن نظرة شهوة ‫، ‫كما أُمِرَ الرجال بالمثل‫)‫ ويحفظن فروجهن ‫(‫أعضائهن التناسلية‫)‫ عن الأعين وعن من لا حق له فيها وهو الزوج ‫(‫وكذلك أُمِرَ الرجال‫)‫ ولا يبدين زينتهن إلا ما كان ظاهراً منها ‫(‫أنظر أسفله‫)‫ وليغطين جيوبهن ‫(‫أي صدورهن ‫وإبطهن ومابين الفخذين غير مُحَدَدَاً – ونرجح أيضاً أن هذا يشمل منطقة الجيوب من الملابس وهي البطن ‫، والظهر تابع لهم‫)‫ بثيابهن أياً كانت ‫، سواءاً كانت غطاء الرأس أم غيره‫.‫ نقول أنه حتي إن كان المعني المقصود هنا هو غطاء الرأس ‫، ونحن لانظن ذلك يقيناً ‫، فمن الواضح أن فعل الأمر هنا هو تغطية الجيوب ‫، أي أن هذا هو علة هذا الشق من الأية ‫، وليس الأمر بإرتداء غطاء معين للرأس أو أي نوع أخر من الثياب والأغطية‫.‫ من المعروف أن غطاء الرأس ‫، سواء كان لكامل الرأس أو لجزء منه ‫، من الثياب المعتادة للنساء والرجال في جميع الحضارات والأزمنة‫ ولذا ليس غريباً أن يُذْكَر هنا ‫،‫ ولا يعني ذكره ‫، إن كان حقاً المقصود هو غطاء الرأس ‫، أنه أمراً بإرتدائه‫.‫ فلو كان الله تعالي يريد تغطية الرأس كاملة أو جزئية لقال هذا بوضوح لا يقبل الجدال ولا التأويل‫.‫‫
    ‫تستمر الأية مُعَدِدَةً الأشخاص المستثنين‫.‫ ثم تقول ‫”‫لا يضربن ‫بأرجلهن‫”‫‫.‫ فسر المفسرون هذه الأخيرة علي أنها دق الأقدام علي الأرض إغراءاً ‫(‫وقال بعضهم أنها صوت الخلخال‫)‫ ولكن الأرجح هنا أن المعني هو وضع ‫(‫ضرب – كما في يضربن بخمرهن‫)‫ الساق علي الساق لتنحسر الثياب فيري من لا حق له أن يري زينة المرأة الخفية‫.‫
    نستنتج نحن من هذه النقطة الاخيرة إن ساق المرأة هي جزء من الزينة المذكورة ‫، وهي زينة خفية علي جميع الأشخاص غير الوارد ذكرهم بالأية‫.‫ اما الزينة الظاهرة التي يسمح للمرأة أن تكشفها فلطالما تساءلنا لماذا لم يوضح الله سبحانه في هذه الأية أو غيرها تفاصيل الزينة ‫، وترك المفسرون يفهمونها كل حسب رؤيته‫؟ ‫قيل مثلاً أن الزينة الظاهرة هي الثـياب ، والخفية هي الـخـلـخالان والقُرطان والسِّواران ‫، وقيل ماظهر منها هو الكحل والـخاتـم ‫، وقيل الكحل والـخَدّان ‫، وقيل أن الزينة الظاهرة هي الوجه، وكُحل العين ، وخِضاب الكفّ ، والـخاتـم ‫، فهذه تظهر فـي بـيتها لـمن دخـل من الناس علـيها‫. وهكذا يستمر الإختلاف ، بل أن عبد الله بن عباس ‫، حبر الأمة وترجمان القرأن ‫، قد غير رأيه أكثر من مرة ، فمرة قال بكشف الوجه والكفين ومرة قال بتغطيتهما.‫ كل ذلك ما أنزل الله به من سلطان بل هو تأويل قائم علي فكر كل مفسر وفهمه لظروف عصره ‫، مُضيفين علي كتاب الله ما ليس به‫.‫
    نقول نحن أن الله جل وعلا منزه عن النسيان أو الإهمال ‫، وأنه ‫، سبحانه ‫، يقول ما يَقْصِدْ ويَقْصِدْ ما يقول‫‫.‫ ويُتِم كلامه ويفصله بلا نقصان أو إحتساب تأويل.‫ من هنا نخلص انه تعالي ترك تعريف الزينة مبهماً عن عمد‫.‫ من يحدد زينة المرأة إذاً إن لم يكن الله‫؟ الإجابة المنطقية أنه هو نفس الشخص المخول إليه التحكم في هذه الزينة وعدم إبدائها ‫، أي المرأة نفسها‫.‫ كيف تحدد المرأة زينتها‫؟ في الحدود الموضحة في الأية‫.‫ أمرها الله في أيةٍ واحدة بتغطية الجيوب بكاملها .‫ كل ماعدا ذلك كالذراع والرأس مثلاً ‫، بل والقدم وبعض الساق ‫، فلها أن تكشفه أو تغطيه‫ كيفما أرادت. ويدخل في ذلك أيضاً الزينة المُضافة أي كل ما كان ليس جزءاً من الجسم ‫، كالثياب والقرط والحلق وما يلي ذلك‫.‫‫ والأية بصفة عامة تحض علي الإحتشام الواجب‫.‫ والمجتمعات والأعراف والحياء العام هم اللائي يفرضون علي كل إمرأة حدود زينتها الظاهرة ‫، فما هو مقبولاً في القاهرة مثلاً لن يكون مقبولاً في ماعداها ‫، بحكم الأعراف‫.‫
    ونتوقف هنا قليلاً عند رأي المفسرين ‫، حيث يقولون أن “ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها” فيها دلالة واضحة على وجوب الحجاب الكامل ، وبيان ذلك من وجه العفو عما ظهر بغير قصد. إذا حصل الفعل باختيار: أسند إلى الفاعل ، وإلا لم يسند. مثال ذلك: فعل “ظهر” – إذا كان عن اختيار، قيل: “أظهر” ؛ أي فعل ذلك بإرادة المرأة‫.‫ ولكن في هذا الفهم خلل واضح ‫، فإن لغة القرأن ليست هكذا‫.‫ مثال ذلك الأيات التالية‫:
    ‫”‫‫لقد ابتغوا الفتنه من قبل وقلبوا لك الامور حتى جاء الحق وظهر امر الله وهم كارهون”
    هل ‫”‫أمر الله‫”‫ يظهر بغير قصد أم أن الله هو الفاعل هنا‫؟ إذا أخذنا بفهم المفسرين الموضح أعلاه لوجب أن يقول ‫”‫‫وأظهر الله أمره”‫‫.‫ كذلك هذه الأية
    ‫”‫‫قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون”‫
    من هو فاعل ‫”‫ظهر‫”‫ هنا‫؟ هل الفواحش تظهر بغير قصد كما يقول منطق المفسرون‫؟ أم أن المخاطبين في هذه الأية ‫، نحن البشر ‫، هم الذين يُظهرون الفاحشة أو يُخفونها‫؟ إذا أخذنا برأي المفسرون أعلاه لوجب أن تقول الأية ‫”‫‫الفواحش ما أظهرتم منها وما أبطنتم”‫‫.‫
    هكذا يتضح لنا أن فاعل ‫”‫ظهر‫”‫ في “ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها” هن النساء نفسهن ولا يصح أن نقول أن المقصود ‫”‫ظهور بلا قصد‫”‫‫.‫

    تستمر سورة النور‫:
    ‫‫
    {وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَآءِ الَّلَاتِى لاَ يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَـاتٍ بِزِينَةٍ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عِلِيمٌ}

    تسمح هذه الأية للنساء العجائز بأن يكشفن القليل من الزينة ‫(‫‫التي لا يدخل فيها الجيوب)‫ ‫، وتُرِك تقدير كم الكشف للمرأة نفسها بشرط عدم التبرج‫.‫ والتبرج هنا كلمة خلافية حار فيها المفسرون ولكن الأرجح هنا والموافق لسياق النص هو أن التبرج هو إظهار الزينة بغرض الفتنة ‫‫، ولذلك قال ‫”‫غير متبرجات بزينة‫”‫‫.‫ ثم تؤكد الأية علي أن الإستعفاف ‫، أي عدم الأخذ بهذه الرخصة ‫، أفضل ‫، وهذا من قبيل الحض علي الإحتشام‫.‫

    سيتساءل البعض عن مرجعيتنا في القول ان تحديد الزينة متروك للمرأة في حدود ما فصله الله في الأية السابق ذكرها وحدود الأعراف والتقاليد‫. مرجعيتنا في ذلك هي القرأن نفسه‫.‫ ‫ونحيل القاريء إلي الأية التالية‫.

    أية الجلباب في سورة الأحزاب

    ‫{‫يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما}

    معاني أهم المفردات

    يدنين‫: الإدناء هو تقريب شيء بشيء‫.‫

    الجلباب‫: إختلفت المعاجم والتفاسير ‫، قيل أنه القميص ‫، قيل أنه الملحفة أو الملاءة وقيل أيضاً انه رداء واسع فضفاض يغطي كامل الشخص بما في ذلك الرأس‫. ‫كما قيل أن أصل الكلمة من ‫”‫جلب‫”‫ بمعني ‫”‫أتي به‫”‫ ‫‫، لأن العرب لم يكن لديهم صناعة أقمشة فبالتالي كل ملابسهم كانت ‫”‫تُجلَب‫”‫ من بلاد أخري ‫، وكلمة جلباب هنا تعني كل ما صنع من قماش ‫‫”‫مستورد‫” ‫، بمعني أي رداء‫‫.‫ لا بأس عندنا في أي من هذه المفاهيم لأن علة الأية ‫كما سنري هي إدناء الزي وليس إرتداء زي محدد‫ ‫، كما رأينا في أيات سورة النور.‫ فالأرجح أنه الرداء الذي يرتديه الإنسان وليس نوعاً محدداً بذاته بل يعم ويشمل كل ملبس‫.‫

    وفي هذا السياق يرجح أن الإدناء هو تقريب الجلباب من الأرض‫. وكلمة ‫”‫عليهن‫”‫ تفيد التغطية‫.‫‫ ومن هنا يتضح أن معني الأية هو‫: قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين أن يقربن أرديتهن من الأرض‫‫.‫ وورود كلمة ‫”‫عليهن‫”‫ يحض علي تغطية جسم المرأة بدون تحديد القدر المطلوب ‫، تاركاً هذا لتقديرها.‫ ولم توضح الأية قدر الإدناء أيضاً ‫، ولكن ظاهرها تحبيب التغطية الكاملة لأسفل الجسم‫.‫ فكما لو كان هذا الأمر بتغطية الساق تأكيداً للأمر الوارد في سورة النور بنفس الشيء‫.‫ وقوله ‫”‫أدني أن يعرفن فلايؤذين‫”‫ يوضح أن علة ذلك إنتفاء الأذي عن المرأة من سفهاء الناس الذين قد يظنون فيها الظنون‫ ‫، وكلمة ‫”‫يعرفن‫”‫ من ‫”‫عرف‫”‫ أي ناشد ضالته ‫، بمعني ينشدن أو يطاردن أو تتم ملاحقتهن.‫ وقدر الإدناء هنا متغير ‫، ومتروك لتقدير المرأة نزولاً علي المجتمع الذي تعيش فيه والعرف الذي تعيش عليه‫ ‫، مؤكداً ما في أيات سورة النور من ترك التقدير للمرأة في موضوع الزينة‫.‫ فليس كل ما يؤذي المرأة في مصر مثلاً يؤذيها في بلاد أخري وهكذا‫.‫

    الأية التي تلي ذلك تؤكد أيضاً المعني الواضح في التحذير من السفهاء وضعاف القلوب ‫، فيتوعدهم الله سبحانه قائلاً

    {لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلاَّ قَلِيلا * مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلا}

    مما يؤكد أن إدناء الجلاليب في الأية السابقة لها مرتبط بما نسميه اليوم التحرش الجنسي‫ وليس فرضاً علي إطلاقه‫.‫

    أيات الحجاب الكامل ‫(‫النقاب‫)‫

    أما الأيات التي يُسْتَشْهَد بها أحياناً في سورة الأحزاب فتقول

    {يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلا مَّعْرُوفًا * وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا * وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا}

    وأيضاً

    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا}

    فكلها وردت في معرض الحديث عن نساء النبي ‫، أي زوجاته أمهات المؤمنين ‫، وقد بين الله تعالي أن هذه الأوامر خاصة بأمهات المؤمنين فقط بقوله ‫”يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء”‫ ‫، أي أن لهن أحكاماً خاصة بهن لا تسري علي باقي النساء ‫، كمضاعفة العذاب لهن في حالة الفاحشة ‫، ونهيهن عن الزواج بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام وهكذا‫.‫ وهذا واضح من سياق الأيات ‫، ونري نحن أن محاولة بعض الفقهاء تعميم هذه الأحكام علي باقي نساء المسلمين لا تستقيم‫.‫

    ********************************************

    حديثنا هنا ليس تأويلاً لكتاب الله بقدر ما هو قراءة مباشرة في كتاب الله ‫، وقد يلحظ القاريء الفَطِن أننا تلافينا الحديث عن أسباب نزول هذه الأيات ‫، علي الرغم من أن فيها الكثير مما يؤكد ما ذهبنا إليه بخصوص زي المرأة وعورتها‫.‫ لكن هذا مرجعه إيماننا أن كتاب الله كامل غير ناقص ولا يحتاج إلي ما سواه حتي نفهمه‫.‫ نعم قد توضح أسباب النزول أشياء تخفي علينا في القرأن ‫، ولكننا نري انه من إعجاز القرأن انه يعطي المعني الصحيح حتي بدون الإستدلال بأسباب النزول ‫، ناهيك عن أنه لم يصل إلينا الكثير منها علي أية حال ‫، وما وصل إلينا فقد كان في صورة روايات ظنية الثبوت وليست قطعية‫.‫ بالإضافة إلي ذلك فإن أسباب النزول هذه هي التي أدت بجموع الفقهاء ‫، وبإتفاقهم ‫، إلي تحديد أن عورة المرأة الأَمَة ‫(‫أي الجارية المملوكة‫)‫ أقل بكثير من عورة المرأة الحُرَّة ‫، بل ذهب أغلبهم أن عورة الأمة مثلها مثل عورة الرجل ‫(‫‫أنظر هذا المصدر http://www.islamweb.net/ver2/fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=114264)‫ مما ينفي الهدف من تغطية جسم المرأة وهو إتقاء الفتنة‫.‫ ونحن نري أن هذا الرأي ‫(‫المُجْمَع عليه‫)‫ من أهم أسبابه إعتماد الفقهاء أسباب النزول كمرجع رئيسي لفهم القرأن‫.‫ وحاشا الله أن ينزل علينا كتاباً يحتاج إلي كتاب أخر لفهمه‫!‏

    الأحاديث النبوية الشريفة

    وهنا نأتي للشق الأخير من هذا المقال ‫، ألا وهو الأحاديث الشريفة التي يحتج بها القائلون بحجاب المرأة ‫، سواءاً كان كاملاً ‫، بما في ذلك الوجه والكفين ‫، أو بإستثنائهما‫.‫ كل هذه الأحاديث ‫(‫‫وهم قلائل بطرقٍ متعددة – أنظر أسفله)‫ أتت عن طريق رواية الفرد الواحد ‫، ما يسمي بأحاديث الأحاد‫.‫ وقد إجتمع علماء الحديث أن الأحاديث الأحاد ظنية الثبوت عن الرسول ‫، حتي وإن كانت عن طريق إسناد صحيح ‫، وبالتالي ذهب الكثير منهم إلي عدم إلزامها للمسلم ‫، ومنكرها ليس خارجاً عن الملة ‫، سواء كان ذلك بعمومها أو بخصوصها في أمور العقيدة وماشابه‫.‫ كما أن متن هذه الأحاديث ‫، كما سنري ‫، به إشكالات‫.‫
    لهذه الأسباب كتبنا ‫، نحن ‫”‫مسلمون ولكن‫”‫ ‫، في توضيح منهجنا
    ‫(http://muslims-however.blogspot.com/2010/04/blog-post_25.html)‫‫ ، أننا ‫”‫ نقرأ الأحاديث النبوية الشريفة كما وصلت إلينا من كتب الأحاديث المختلفة ، سنيةّ أو شيعية ، سواءاّ بسواء ، ونعتبرها كلها روايات ظنية الثبوت تحتمل الخطأ والصواب. ماتعارض منها مع القرأن رفضناه جملةّ وتفصيلا ، ما لم يتعارض مع القرأن نعرضه علي ميزان العلم الوضعي والعقل ، ما تناقض تناقضاّ صريحاّ رفضناه ، ما لم يتناقض نعرضه علي ميزان الأخلاق والضمير ، ما تعارض رفضناه وما إتفق أخذنا به إستشهادا وإسترشادا وليس إلزاما. الحلال والحرام هما ما حلل الله وحرم في كتابه العزيز ، والفروض ما فرض بِهِ.‫”‫ كما نذكر أيضاً الحديث المروي عن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام
    ‫{ما أحل الله فهو حلال وما حرم فهو حرام وما سكت عنه فهو عفو ، فاقبلوا من الله عافيته فإن الله لم يكن لينسى شيئا‫} أخرجه البزاروالطبراني من حديث أبي الدرداء بسند حسن‫.‫ وهو حديث جميل ‫(‫‫هناك غيره الكثير بنفس المعني تقريباً ‫، أنظر رأي الإمام السيوطي
    http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=36&ID=37
    في هذا الشأن)‫ يطابق كلام الله في قوله تعالي ‫”‫‫وما كان ربك نسيا”‫‫‫ وغيرها من أيات القرأن الكريم‫ التي تؤدي نفس المعني.‫

    ****************************************

    الأحاديث المروية في الحجاب‫:

    علي الرغم من رأينا الموضح أعلاه في موضوع الإستشهاد بالسنة ‫، فإننا رأينا أن ندرج الأحاديث المروية عن حجاب المرأة ليري القاريء أنه حتي لو أخذنا بها فأنها لا تستقيم ‫كحجة في ذلك ، إما سنداً وإما متناً‫.‫

    حديث أسماء‫:
    أن أسماء بنت أبي بكر دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وعليها ثياب رقاق فأعرض عنها وقال يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم تصلح أن يرى منها إلا هذا وأشار إلى وجهه وكفه
    الراوي: عائشة المحدث: أبو داود – المصدر: فتح القدير – الصفحة أو الرقم: 4/39
    خلاصة الدرجة: مرسل ‫، خالد بن دريك لم يدرك عائشة‫.‫
    وهو من أقوي الأحاديث دلالة علي وجوب حجاب الوجه والكفين‫.‫ بالإضافة إلي رأينا السابق في الأحاديث فيكفينا أن هذا حديث ضعيف مرسل رفضه البخاري ومسلم علي شرطيهما ‫، كما جاء الكلام عن الحجاب هنا علي لسان الرسول بصيغة ‫”‫الصلاح‫”‫ وهي أخف درجات من صيغة ‫”‫الفرض‫”‫ أو ‫”‫الحلال‫”‫ و‫”‫الحرام‫”‫ وهذا الحديث ‫، إن صح ‫، لا يعد دليلاً إلا علي أن حجاب الوجه والكفين لا يتعدي كونه فضيلة وصلاح وليس فريضة تركها من الكبائر بأي حال من الأحوال‫.‫ أضف إلي هذا أن علماء الحديث نفسهم ضعفوه أكثر من ذلك لوجود سعد بن بشير الأزدي وقتادة في رواته ‫، ومعروف عندهم أن الأول ضعيف والثاني مدلس‫.
    ومما يُضْعِف هذا الحديث أكثر في نظرنا أن الإمام الطبري رواه بطريقة مختلفة تماماً فقال‫: أن النبـيّ صلى الله عليه وسلم قال: ” لا يحِلُّ لاِمْرأةٍ تُوْمِنُ بـاللّهِ والـيَوْمِ الآخِرِ أنْ تُـخْرِجَ يَدَها إلاَّ إلـى هَا هُنا ” وقبض نصف الذراع.
    قبض علي نصف الذراع؟؟
    ألم يقبض علي معصمه أو أشار إلي كفه طبقاً لرواية أبي داود؟
    ألا يلقي هذا بمزيداً من ظلال الشك علي متن هذه الرواية‫؟

    حديث عائشة‫:
    عن صفية بنت شيبة أن عائشة رضي الله عنها كانت تقول : لما نزلت هذه الآية (وليضربن بخمرهن على جيوبهن) أخذن أُزُرَهن (نوع من الثياب) فشققنها من قبل الحواشي فاختمرن بها .
    خلاصة الدرجة‫: صحيح ‫، رواه البخاري 4481 ‫
    لا يشير هذا الحديث ‫، وهو أحاد ظني الثبوت ‫، إلي شيء غير أن النساء في عهد الرسول نفذن الأمر الوارد بالأية بتغطية جيوبهن بخمرهن ‫، ولايزال كلامنا السابق في معني هذا قائماً ‫، هذا إن صحت الرواية اصلاً.‫

    حديث أم سلمة‫:
    وقالت أم سلمة – رضي الله عنها – : “لما نزلت هذه الآية خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان من السكينة وعليهن أكسية سود يلبسنها”.[ رواه أبو داود‫]
    بالإضافة إلي رفض البخاري ومسلم هذا الحديث ‫، فإن متنه لا يضيف شيئاً علي ما سبق‫‫.‫ فالغربان علي الرؤوس هي كناية عن السكينة كما يوضح الحديث نفسه ‫، ولم تروي أم المؤمنين أم سلمة شيئاً عن أكسية النساء إلا إنها كانت سوداء‫.‫

    حديث صلاة الفجر‫‫:
    حدثنا ‏ ‏يحيى بن بكير ‏قال أخبرنا ‏الليث ‏عن ‏عقيل ‏عن ‏ابن شهاب ‏قال أخبرني ‏عروة بن الزبير‏ ‏أن ‏عائشة ‏ ‏أخبرته قالت‫: ‏كن نساء المؤمنات ‫(‫‫وروي أيضاً ‫”‫من المؤمنات‫”‫)‫ يشهدن مع رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏صلاة الفجر ‏ ‏متلفعات ‏ ‏بمروطهن ‏ ‏ثم ‏ ‏ينقلبن ‏ ‏إلى بيوتهن حين يقضين الصلاة لا يعرفهن أحد من ‏ ‏الغلس‫.‫
    رواه البخاري‫‫.‫ الدرجة‫: مرفوع‫.‫ والغلس هو ظلام أخر الليل‫.‫
    حديث من الأخبار ‫، أي أنه يقرر واقع معين كما يوضح ظاهر الحديث‫.‫ لا يفرض هذا الحديث رداءاً معيناً ولم يُفهم منه هل كانت المروط تغطي الرؤوس أم لا‫.‫ وقوله ‫”‫من الغلس‫”‫ يوضح أن الظلام هو سبب عدم معرفة الناس لمن هن هؤلاء النساء وليس زياً معيناً‫.‫

    حديث الكاسيات العاريات‫:
    ‫‫(‫صنفان من أهل النار لم أرهما رجال بأيديهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البُخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها‫)‫
    صحيح ‫، رواه الإمام مسلم‫.‫
    من هن الكاسيات العاريات‫؟ فُسر هذا بمعنيين ‫، الأول أنها عارية من الشكر أي لا تشكر الله ‫، والثاني أنها ترتدي ثياباً لا تستر بغرض الفتنة والإغراء وهو الأرجح‫.‫ مائلات عن العفة والإستقامة ‫، مميلات لغيرهن داعين إلي الشر والفساد‫.‫ أما رؤسهن فتشبه أسنمة البُخت ‫(‫نوع من الجِمال‫)‫‫ وهي صفة جسمانية للنسوة اللائي رأهم الرسول ‫، إن صحت الرواية‫.‫ كل ذلك صفات لنساء فاسقات شديدات الفسق ‫، ومحاولة تفسير هذا الحديث علي أنه يخاطب النساء المسلمات المؤمنات الكاشفات لشعورهن لا تستقيم بأي حال من الأحوال‫.‫

    حديث المرأة المحرمة‫:
    حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن نافع عن ابن عمر : أنه قال : قام رجل فقال : يا رسول الله ! ماذا تأمرنا أن نلبس من الثياب في الحرم ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تلبسوا القمص ولا السراويل ولا البرانس ولا العمائم ولا الخفاف إلا أن يكون أحد ليست له نعلان فليلبس الخفين وليقطعهما ما أسفل من الكعبين ولا تلبسوا شيئا من الثياب مسه الزعفران ولا الورث ولا تنتقب المرأة الحرام ولا تلبس القفازين‫.‫
    صحيح‫.‫ رواه الترمذي‫.‫ ورواه البخاري مرفوعاً‫.‫
    يستدل بعض الناس بهذا الحديث بقولهم أنه إذا كان لا يصح النقاب في الحج فأن هذا يعني وجوبه في ماعداه‫ ‫، ولكن متن الحديث نفسه ‫، إن صح ‫عن الرسول ‫، ينافي هذا‫.‫ فلا يؤكد إلا أن النقاب حلال. قول الرسول هو ما معناه: إذا كن فيكن من تنقبن (كعادات وتقاليد بعض أهل البادية) فلا يحل لكن أن ترتدينه في الحج. وهو هنا لا يؤكد فرضية ولكنه يقر بأمر واقع حلال (وليس فرض) ألا وهو إرتداء النقاب. وإن كان غير ذلك لقال من قال بوجوب إرتداء البرانس والعمائم للرجال في غير الحج ‫، وهو ما لا دليل أخر عليه وما لم يقل به أحد‫.‫

    حديث رحلة المعراج‫:
    حديث طويل يروي فيه النبي عليه الصلاة والسلام رؤيته لعذاب نساء أمته ‫(وصف رهيب ‫يشيب له الولدان‫)‫ لأسباب كثيرة منها المعلقة من شعرها لأنها لم تكن تغطيه‫.‫ إتفق العلماء علي أنه حديث موضوع‫ http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=50789&Option=FatwaId.‫

    نوجه القاريء الراغب في الإستزادة من موضوع السنة تحديداً إلي المصادر السابق ذكرها ‫، خاصة كتاب ‫”‫حقيقة الحجاب وحجية الحديث‫”‫‫.‫

    ****************************************

    الخلاصة‫:

    أُمِرَت المرأة المسلمة بالإحتشام علي عمومه ‫، وفُرِضَ عليها تغطية صدرها ‫وإبطها ومابين فخذيها فرضاً ‫، وبطنها وظهرها ترجيحاً ‫، وتُرِكَ لها ‫تحديد ما تغطي في ما عدا ذلك من جسمها في ضوء الأعراف والتقاليد ‫، مع التحبيب في زيادة التغطية‫.‫ ولم يُفْرَض عليها ‫تغطية وجهها أو رأسها أو ذراعها حتي المعصم ‫، بل لم تذكر هذه المواضع في القرأن إطلاقاً‫ ‫، ولا في السنة المتواترة قطعية الثبوت.‫ كما نقول أيضاً أننا نري أنه حتي لو كان غطاء الرأس مقصوداً في أيات القرأن فهو علي الأكثر فضيلة و تركه ليس من الكبائر كما يحاول بعضهم أن يقنعنا‫.‫

    والله تعالي أعلم

  5. يقول Yasser:

    أعتقد أنه لايوجد فرق بين النقاب والحجاب فىما قصده الشيخ محمد عبده وأن المبدأ الفقهى والعقلانى واحد فى كلتا الحالتين . وأنا أعتقد أن فتى الشيخ محمد عبدة تصبح أكثر أهمية وحداثة قابلية للتطبيق أكثر من كل الفتاوى القديمة التى مضى عليه ألاف السنين

  6. يقول ASN:

    (( لم يرد ذكر حجاب الراس في القران اطلاقا ))

    نهاد كامل محمود
    راسلوا الكاتب-ة مباشرة حول الموضوع

    ياقارئي الكريم لا تستغرب .. فالقران الكريم في متناول يدك .. والفقهاء الاجلاء حولك وبالقرب منك .. ووسائل الاتصال سهلة ومباحة .. ويمكنك التأكد من كل كلمة اقولها .. وها انا ياعزيزي القارىء اكرر بتأكيد (( ان حجاب الراس لم يرد ذكره في القران الكريم اطلاقا )) .. اما كيف صار غطاء الراس امر رباني وبند رئيسي في الشريعة الاسلامية فهذا كلام قد روجه الفقهاء فقط .. وهو بند ليس من الشريعة الاسلامية التي امر بها الله سبحانه .. انما هو بند مختلق من الفقهاء في شريعة الفقهاء وحدهم وليس في شريعة الله سبحانه واليك فيما يلي الادلة :-
    كلمة ( الحجاب ) في المعاجم العربية تعني حجب اي شيء عن النظر او عن شيء اخر .. وليست كلمة ( حجاب ) تعني حجاب الراس او غطاء الراس حصرا .. كما ان كلمة (حجاب) الوارد ذكرها في القران الكريم لا تخص المراة فقط كما صورها لنا فقهاؤنا الاكارم .
    اضافة الى كلمة (حجاب ) التي خصها الفقهاء بالمراة حصرا بدون وجه حق فانهم قد استفادوا من كلمة ( جلباب ) الواردة في القران الكريم ايضا .. فلناخذ معنى كلمة ( جلباب ) من المعاجم العربية او من المتداول عند الشعوب العربية .. فنجد ان كلمة جلباب تعني لباس المراة او الرجل الذي يغطي جسميهما ( ماعدا الراس ) .. وهي اي كلمة ( جلباب ) لها عند الشعوب العربية مسميات اخرى مثل ( قميص ) وهو ايضا لا يغطي الراس .. ومثل ( دشداشة ) وهذه ايضا لا علاقة لها بتغطية الراس ..ومثل ( صاية ) وهذه ايضا لاعلاقة لها بغطاء الراس .. ومثل ( زبون ) وكذلك هذه لا علاقة لها بغطاء الراس الذي خصه وفرضه فقهاؤنا على المراة .
    وقبل ان نتطرق الى مواطن ذكر كلمة (الحجاب ) في القران الكريم فانني الفت انتباه القراء الكرام ان عبارة (حجاب الراس ) التي تعني (غطاء الراس ) هي غير متداولة عربيا سوى في المجال الديني الذي دسه لنا فقهاؤنا الاعزاء دون سند قراني .. وماعدا ذلك فان المتداول عن ( حجاب الراس ) هو عبارة (غطاء الراس) .. فلو اردنا ان ندقق حولنا وقبلنا ما موجود فعلا في الواقع وفي الاساطير من اغطية للراس .. نجد ان ( غطاء الراس ) هو جزء من قيافة اجتماعية وليست دينية وهي تخص الرجل والمراة بالتساوي وفي كل العصور .. وبهذا فهو ( اي غطاء الراس ) لا يقتصر ايضا على المراة والرجل المسلمين فقط .. انما هو عام لكل الشعوب على اختلاف قومياتها واديانها وعبر الدهور .. ولم ينحسر او ينحصر على المراة المسلمة فقط .. وهنا سيبرز في ذهن القارىء الكريم سؤالا يفرض نفسه وهو (( من اين اتانا حجاب المراة في ديننا الاسلامي ؟)) .
    نعم لك حق ياسيدي القارىء الكريم ان تسال عن مصدر حجاب راس المراة وجسمها في الدين الاسلامي فاقول لك مجيبا ما يلي :-
    1- حجاب المراة مثلما صورها لنا فقهاؤنا من انه شرعي فهو ليس كذلك وهو خطأ متداول منذ قرون وساذكر لك نصوص الايات القرانية التي يدعي الفقهاء انها ركيزتهم لجعل الحجاب على المراة من المتطلبات الدينية الواردة في القران الكريم .. وستجد ياسيدي القارىء انهم مهما تخبطوا فان ما ورد في القران الكريم بعيد جدا عن الصورة التي قدمها لنا فقهاؤنا من ان القران يفرض على المراة حجابا شرعيا من قمة راسها الى اخمص قدميها .
    2- لم يتطرق القران الكريم الى شعر المراة او راسها باي وجه من اوجه التصوير او الاشارة واليك ما يلي ياسيدي القارىء ..
    الاية رقم 31 من سورة النور نصها ما يلي :-
    (( وقل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن ويحفظن فروجهن .. ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها .. وليضربن بخمرهن على جيوبهن .. ولا يبدين زينتهن الا لبعولتهن او ………….. الخ )) .

    ماذا نجد في هذه الاية الكريمة ؟ :-
    نجد ان الله سبحانه يامر رسوله ان يقول للمؤمنات ان (( يغضضن من ابصارهن ويحفظن فروجهن )) وهذا لا علاقه له بالحجاب وبنفس الوقت فقد ذكر الله سبحانه نص هذه الكلمات موجهها الى الرجال حيث قال سبحانه في الاية رقم 30 من سورة النور ايضا اي قبل هذه الاية مباشرة قد قال (( قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم ويحفظوا فروجهم ………….. الخ ) .. فنجد هنا ان كلام الله الموجه للمؤمنين هو نفسه الموجه للمؤمنات فعليه فلا علاقة له براس المراة وسنستمر في ذكر تفاصيل الاية رقم 31/ النور والتي يستند اليها فقهاؤنا بتحجيب المراة والذي اسميه انا ( تحجيم المراة ) .

    بعد ان امر سبحانه ان يغضضن ابصارهن ويحفظن فروجهن استمر قائلا (( ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها )) وهذا لا يخفاك ياسيدي القارىء لا علاقة له بالحجاب فالزينة تشمل الاصباغ والاساور وغير ذلك مما تتزين به المراة .. فمنها زينة داخلية مخفية .. ومنها زينة خارجية ظاهرة للعيان .. وعليه فان هذه الزينة التي اباح لهن سبحانه ان يبدين للناظرين ما ظهر منها فانها لا علاقة لها بتغليف المراة من قمة راسها الى قاعدتها واسموا هذا التغليف بالحجاب الشرعي والذي لم يأمر به الله سبحانه.
    ثم استمر سبحانه بالقول الذي استند له على غير وجه حق فقهاؤنا الاكارم في تحجيب المراة حيث قال سبحانه (( وليضربن بخمرهن على جيوبهن )) .. وهنا بيت القصيد ( فالخُمر ) التي هي (جمع خمار) .. انما الله سبحانه يامرهن ان يغطين (( جيوبهن )) بهذه الخُمر .. وان (( جيوبهن )) هذه تعني (( فتحة الصدر )) وليس الشعر او الراس او الوجه او الاكف او القدمين .. ولم يمر امامي في كل ما بحثت ان (( للجيوب )) معنى اخر يخص تغطية اي جزء من الجسم سوى ((فتحات الصدر)) .. وعليه فالمقصود تغطية فتحة صدر المراة وليس تغليفها من القمة الى القاعدة .. واعتقد ياسيدي القارىء ان الان اصبح امامك واضحا ان ما يستند اليه فقهاؤنا في تحجيب او تحجيم المراة في هذه الاية الكريمة هو خطأ او اختلاق من الفقهاء وليس هو امر رباني .

    وقد ورد في سند الفقهاء الكرام لتحجيب او تحجيم المراة ما ورد ذكره في الاية رقم 53 من سورة الاحزاب والتي هي تخص ((نساء النبي حصرا )) واليكم ما يستند اليه الفقهاء وما يغفل عنه في هذه الاية الكريمة التي نصها ما يلي :-

    الاية رقم 53 من سورة الاحزاب تقول :-
    (( ياايها الذين امنوا لا تدخلوا بيوت النبي الا ……….. واذا سالتموهن متاعا فاسالوهن من وراء حجاب ………. الخ )) .

    نجد ياقارئي الكريم ان الفقهاء قد اغفلوا عبارات في هذه الاية الكريمة واستندوا بشكل خاطيء على عبارات اخرى لفرض الحجاب على المراة دون وجه حق .
    لقد قال سبحانه في مطلع الاية (( ياايها الذين امنوا )) .. اي ان سبحانه لا يخاطب النساء انما يخاطب الرجال حيث قال (( ايها الذين امنوا )) وهي عبارة لا يمكن ان توجه للنساء .
    ثم استرسل في اوامره سبحانه ثم ذكر النص الذي استند اليه الفقهاء بدون وجه حق وهو (( واذا سالتموهن متاعا فاسالوهن من وراء حجاب )) .. فاذا كان الله سبحانه وتعالى يخاطب الرجال بقوله (( ياايها الذين امنوا )) .. ثم يسترسل امرا (( واذا سالتموهن متاعا فاسالوهن من وراء حجاب )) فهذا يعني ان سبحانه يامر الرجال ان يتحجبوا وليس النساء .. ولكن فقهاؤنا فسروه بما لا يطابق معناه باي شكل من الاشكال .. فانهم قد قالوا ان الحجاب يعني غطاء الراس وهذا كلام خطأ .. ثم قالوا ان المقصود به هي المراة وهذا كلام هو عكس الحقيقة لان المخاطب به الرجال وليس النساء .

    وقد استند فقهاؤنا الاعزاء في تغليف المراة من قمتها الى قاعدتها بضمنها الاكف والاقدام وبوجه خاطيء الى الاية رقم 59 من سورة الاحزاب واليكم نصها :-

    (( ياايها النبي قل لازواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ……….. الخ)) .

    نجد يا قارئي الكريم ان الله قد امر الرجال ان يخاطبوا زوجات النبي من وراء حجاب في الاية رقم 53 / الاحزاب .. ونجده سبحانه في الاية رقم 59 يامر ان (( يدنين عليهن من جلابيبهن )) .. وقد خص نساء المؤمنين ايضا بادناء جزء من جلابيبهن عليهن .. وقد سبق ان بينا مفهوم ومعنى جلبابا في مقدمة هذه المقال والتي لا تعني باي شكل من الاشكال تغطية اي جزء من الراس .. وهنا يبدو واضحا ان الموضوع لا يخص حجاب الراس انما هو اي (( الجلباب )) قد يكون له علاقة باي شيء اخر او باي موضوع اخر الا (( حجاب الراس )) الذي ابتدعه فقهاؤنا الاعزاء بدون وجه حق .. وقد اورد لنا التاريخ ان هذه الاية التي فيها (( يدنين عليهن من جلابيبهن )) تخص عملية تغوط النساء في الخلاء خارج الخيم في حينه ان يدنين جلابيبهن على اسفلهن عند عملية التغوط .. وفي رايي ان هذا هو التفسير الاقرب الى الواقع .

    اعتقد انه الى هنا قد اوفينا حق البرهنة على ما يلي :-
    1- ان (( الحجاب )) بشكل عام لا يعني غطاء الراس .
    2- ان ((الحجاب)) الوارد ذكره في القران الكريم لا يخص المراة .
    3- ان ((الخمار )) لا يعني حجاب الراس او حجاب المراة .
    4- ان ((جيوبهن )) لا تعني من قمة المراة الى قاعدتها انما تعني فتحات الصدر فقط .
    5- ان (( الجلابيب )) لا علاقة لها بغطاء الراس قطعا .

    اننا نجل فقهاءنا الكرام ولكن هذا لا يمنع ان نحاججهم ان اخطأوا او توارثوا بتداول مستمر اي خطأ وارد من الاسلاف ولو عبر قرون عديدة .
    اننا نعبد الله وحده فسبحانك ربنا ولك الحمد انك اصدق الصادقين .

  7. يقول حامد:

    حجتك ضعيفه يا أخى…فالفرج معلوم! وهو ليس بالوجه:) و الخمار هو غطاء الرأس..والجيب هو الصدر…فأمرن باسداله علي جيوبهن أي يغطون به صدورهن المكشوفه. وليس ما بينهم! وما ظهر منها فتعنى ما ظهر منها دون قصد فتنه…. اما منع النقاب في الحج…أفليس الحج به أولي منعا لل(فتن)….و قد كان نساء العرب يمشين عرايا الا من تغطية شعرهن من الشمس والتراب…و فروجهن….وبعضهن الأوفر حظا من متاع الدنيا من مال كن يلبسن النقاب كى يبقين على بياضهن من سمار الشمس…فأومرن برفعه عند الحج!
    سلاما

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.