متفوقة على 18 مدينة كبرى في العالم، احتلت العاصمة المصرية، القاهرة، المركز اﻷول كأكثر المدن خطرًا على النساء، وذلك في إحصائية تزامن نشر نتائجها مع مشاركات من سيدات مصريات في حملة دولية عن التحرش الجنسي.
الإحصائية، التي أجرتها مؤسسة تومسون رويترز، ووصفتها بأنها اﻷولى من نوعها، رصدت أحوال النساء في 19 مدينة كبرى بحسب تعداد اﻷمم المتحدة (يزيد عدد سكانها على 10 مليون شخص)، واعتمدت على مقابلات مع عشرين خبيرًا من مجالات مختلفة؛ أكاديميين وأعضاء في منظمات مجتمع مدني ومنظمات خدمات صحية وصانعي سياسات.
واشتملت الإحصائية على أربعة مؤشرات رئيسية هي: العنف الجنسي، والقدرة على الوصول للخدمات الصحية، والممارسات الثقافية، والفرص الاقتصادية.
وبمقارنتها بالمدن العشرة اﻷعلى في الترتيب: كراتشي في باكستان، وعاصمة الكونجو الديمقراطية كينشاسا، ودلهي في الهند، والعاصمة البيروفية ليما، والميكسيكة ميكسيكو سيتي، والبنجلاديشية دكّا، والنيجيرية لاجوس، والإندونيسية جاكرتا، والتركية اسطنبول، احتلت القاهرة المركز اﻷول في الترتيب العام للمؤشرات اﻷربعة مجتمعة، فيما اختلف ترتيبها في كل منهم على حدة.
في المؤشر الذي يرصد مدى قدرة النساء على العيش بدون مواجهة خطر العنف الجنسي، الذي يشمل التحرش الجنسي والاعتداءات الجنسية والاغتصاب، احتلت القاهرة المركز الثالث خلف دلهي وساوباولو.
في الوقت نفسه كان التحرش الجنسي محور الحملة العالمية التي انتشرت مؤخرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، عبر هاشتاج #metoo، والتي بدأت بعد فضح ممثلات عالميات لحوادث تحرش واعتداء جنسي تعرضن لها في بداية حياتهن المهنية على يد المنتج السينمائي اﻷمريكي هارفي واينستاين، والذي استغل نفوذه لإكراههن على تلك الممارسات.
وتسببت سلسلة الاعترافات التي شاركت فيها النجمات العالميات في استبعاد المنتج من شركة الإنتاج التي شارك في تأسيسها.
وبعد ذلك تقدم بعض الممثلين والممثلات بالاعتذار عن عدم فضحهم لتجاوزات واينستاين ضد النساء من قبل، مسلطين الضوء على أهمية فضح المتحرشين. وأطلقت الممثلة أليسا ميلانو دعوة، أعاد مستخدمون حول العالم نشر نصها، تقول: «إذا كتبت كل النساء اللاتي تعرضن للتحرش أوالاعتداء الجنسي «أنا أيضًا»، ربما يعرف الناس حجم المشكلة».
الهاشتاج الذي تحول إلى «أنا_كمان» بعد تعريبه، سجل حضورًا على صفحات التواصل بعد أن حرص عدد كبير من النساء المصريات على المشاركة فيه، سواء من اكتفين بكتابة الهاشتاج فقط، أو من قررن ذكر حكايات سريعة عن مواقف تعرضن فيها للتحرش، أو من ناقشن الضغط المجتمعي الذي فرض عليهن السكوت أمام تلك الحالات.
بالعودة لإحصائية رويترز، نجد أن القاهرة احتلت المركز اﻷول كأسوأ مدن العالم الكبري في مؤشر الممارسات الثقافية؛ الذي يقيس مدى حماية المرأة من ممارسات مؤذية مثل الختان والزواج المبكر ووأد الفتيات.
فيما احتلت العاصمة المصرية المركز الثالث عالميًا، بعد ليما وكينشاسا، في مؤشر خصول المرأة على الرعاية الصحية، وتشمل سهولة الحصول على وسائل منع الحمل والصحة الإنجابية ومؤشرات الوفاة أثناء الولادة.
وفي مؤشر الفرص الاقتصادية كانت القاهرة ثاني أسوأ مدينة بعد كينشاسا من حيث حصول النساء على الحقوق الاقتصادية مثل التعليم والقدرة على امتلاك أراضي واﻷشكال اﻷخرى من الملكية، والوصول للخدمات المالية مثل الحسابات البنكية.
وقالت المؤسسة في تقرير لها خاص بنتائج القاهرة إن خبراء مهتمون بقضايا النساء أفادوا بأن النساء في العاصمة المصرية يتعرضن للتحرش الجنسي بشكل يومي بالإضافة إلى ما يعانينه جراء الأزمة الاقتصادية وارتفاع معدلات البطالة، الأمر الذي أضعف الفرص الاقتصادية التي يمكن للنساء الحصول عليها بالإضافة إلى تدهور الخدمات الصحية.
mada masr