لأول مرة .. 23 يونيو اليوم الدولي للأرامل
يونيو 25, 2011
حقوق النساء والمشاركة السياسية في مؤتمر للشبكة الاورومتوسطية والمرأة الجديدة
يونيو 26, 2011

بقلم خالد منتصر ٢٦/ ٦/ ٢٠١١

المصري اليوم

اعتمد الفقهاء على الحديث الذى رواه أبوبكرة، قائلاً: «لقد نفعنى الله بكلمة سمعتها من رسول الله أيام الجمل (يقصد موقعة الجمل بين أم المؤمنين عائشة وأمير المؤمنين على بن أبى طالب)، بعدما كدت ألحق بأصحاب الجمل فأقاتل معهم، قال: لما بلغ رسول الله أن أهل فارس قد مَلّكوا عليهم بنت كسرى، قال: لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة»، والسؤال الذى يطرح نفسه هل أراد أبوبكرة بهذا الحديث أن يبرر موقفه ويريح ضميره أكثر منه تبرعاً بموعظة دينية أو نقلاً لنصيحة نبوية؟ الرد كتبته الباحثة المغربية فاطمة المرنيسى فى كتابها «الحريم السياسى»، الذى طرحت حوله عدة أسئلة منطقية منها:

١- لماذا لم يتذكر راوية الحديث هذا الحديث إلا بعد ربع قرن وفجأة وفى ظل ظروف مضطربة؟ وبعد أن تأكد أن السيدة عائشة قد قُتل ثلاثة عشر ألفاً من أنصارها فى ساحة المعركة، واسترجع «علىّ» السيطرة على البصرة واستقر الأمر له؟! أليس هذا نوعاً من التبرئة السياسية لمن وقف على الحياد ولم يؤازر المنتصر، وفى الوقت نفسه لم يقف إلى جانب حبيبة رسول الله أم المؤمنين، فأحياناً يكون الحياد أو اللاموقف محسوباً على الشخص أكثر من الانحياز نفسه.

٢- تاريخ أبو بكرة ملىء بالثغرات التى تجعله يريد الحفاظ على موقعه الاجتماعى الجديد كواحد من أعيان البصرة، فالإسلام منحه الثروة والأهم منحه الهوية، فقد كان حسب ما ذكرت الباحثة وكتب التاريخ مجرد عبد، حتى اسم أمه عليه خلاف فى كتب التاريخ، وقصة إسلامه من وجهة نظر المرنيسى خالية من الاقتناع الإيمانى واليقين العقائدى، فقد أسلم بعد حرب حول حصن الطائف وعد فيها النبى كل من يترك الحصن بالحرية، وسرعان ما هبط أبو بكرة من الحصن، حتى يحصل على الحرية والأمان.

٣- هل من المعقول أن نعتمد فى حديث خطير هكذا على راوية قد تم جلده فى عهد عمر بن الخطاب تطبيقاً لحد القذف؟! فقد شهد على شخصية سياسية مرموقة هى المغيرة بن شعبة فى واقعة خطيرة وهى الزنى وتشكك عمر فى شهادته، فطبق عليه الحد، وتتساءل فاطمة المرنيسى قائلة: ألا تستدعى تلك الحادثة أن نتشكك فى هذا الحديث؟ السؤال موجه إلى كل الفقهاء الذين اعتمدوا عليه فى نفى المرأة من جنة الولاية.

كانت الأسئلة السابقة محاولة لمناقشة السند بشكل عقلانى، بعيداً عن الشكل الببغائى الذى يردد القديم دون مناقشة، لكن ماذا عن المتن؟ هل له أصداء أو بالأصح أصول قرآنية أدان فيها القرآن حكم المرأة وتوليها مقاليد البلاد؟

أعتقد أن العكس صحيح ويكفينا إشادة القرآن ببلقيس، ملكة سبأ، وهى امرأة وقارنوا بين هذه الإشادة وبين إدانته لحاكم آخر رجل، وهو فرعون الطاغية، فقد قال القرآن على لسان ملكة سبأ الحكيمة الذكية الليبرالية التى أفلحت وأفلح قومها حين وصلها كتاب سليمان: «يا أيها الملأ أفتونى فى أمرى ما كنت قاطعة أمراً حتى تشهدون»، إنها قمة الديمقراطية فى عصر لا يعرف إلا الطغاة، فكيف بالله عليكم يتحدث القرآن عن امرأة حاكمة بهذا الشكل الرفيع ونأتى نحن الآن لنقول إنه لا يجوز وحرام على المرأة أن تتولى الحكم، ألم يكن جديراً بالقرآن أن يردد هذه النغمة بدلاً من تصيد الأحاديث من هنا وهناك؟!

أعتقد أن مثل هذا التكريم وسام على صدر هذا الدين، وفى الوقت نفسه ضربة قاضية لكل من ينظر إلى المرأة على أنها كائن غير مؤهل إلا للقهر.

info@khaledmontaser.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.