عبد الرحمن مصطفى
مدونة آخر الحارة
لا أعرف إن كنت قد وقعت في لحظة ما من تاريخي السعيد في كره كلمة فيمينزم، .. لا أعتقد !!ـ ما أنا متأكد منه أن كلمة فيمنيزم تستخدم أحيانا كنوع من الوصم.. وفي أحيان أخرى تستخدمها بعض النسويات بنبرة تحدي. والمفارقة الأهم أن بعض المهتمات بالمرأة ينفون عن أنفسهن هذه الـ…تهمة !!
الدكتور هبة رؤوف عزت.. أكاديمية، موضوع رسالتها المرأة والعمل السياسي: رؤية إسلامية، ولا يمكن إنكار اهتمامها الكبير بصورة المرأة ودورها في المجتمع. البعض رفعها إلى درجة الأيقونة وهناك من تعامل معها كـ”نموذج” جديد للمرأة “المسلمة”… أكاديمية.. مثقفة.. متعددة المواهب، و ذات خلفية إسلامية. لكنها رغم هذا الوعي “النسوي” المهتم بالمرأة، تكتب صراحة النسوية.. بضاعة فاسدة من منطلقات متعلقة بأن الفكرة مستوردة وغير ملائمة لمجتمعاتنا وأننا أخذنا أسوأ ما فيها و…الخ
المخرجة الوقورة إيناس الدغيدي، ارتبط اسمها بأعمال تتعرض للمرأة، سواء بسبب تناولها قضايا متعلقة بمشاكل المرأة، أو حسب وجهة نظر آخري لأنها أساءت للمرأة بمساحات التعري والجرأة في أعمالها المثير أنها هي أيضا ترفض أن توصف/ـمـ بالنسوية أو الفيمينست، والأسباب غير واضحة .. ربما يكون السبب هو قلق الفنان من أن يحسب على فئة أو تصنيف
أيا كانت أسباب الابتعاد عن كلمة فيمينزم أو نسوية أو أسباب كرهها، الأزمة الحقيقية هي أن كلمة نسوية ارتبطت بشخصيات ـ لا أريد أن أذكر أسماء محددة.. بليز ـ كونت هذه الشخصيات صورة معينة عن الفيمينست. وكأنها المرأة التي لا بد أن تشوه صورة الرجل، وأن تكون مهووسة بإثبات استقلاليتها، في حين ان هذه الصورة لا تمثل كل الحقيقة، رغم انها كانت سببا في كره الفيمنيزم، بل أعاقت أحيانا بعض العاملين في مجال حقوق المرأة هناك مصطلح أفضل بكثير وهو : الجندر
القصة أنه في فترة ما لاحظت بعضهن أن هناك قهرا كان على المرأة في بعض الفترات، وكانت اللعبة أن نرى شكل العلاقة بين الجنسين من منطلق ميزان القوى فمن يفسر نصا دينيا هو رجل.. ألا يمكن أن يتأثر تفسيره بكونه رجل؟ حتى إن لم يكن متعمدا إثبات قوته وسطوته وتهميشه للمرأة ـ في كتابة التاريخ.. انحيازات المؤرخ الرجل واردة جدا هذه الأشياء عملت عليها نسويات .. كان لي حظ الحديث مع بعضهن، آخر أهدافهن هو الانتقام أو الاشتباك، فقط يبحثن عن متعة قراءة الحياة والماضي من هذا المنطلق، ومحاولة تحقيق هذه العدالة اللطيفة في موازين القوى بين الجنسين
لاحظ في حياتنا اليومية.. الرجال في جلساتهم، يتفاخر بعضهم بفحولته بشكل مبتذل، ويتعمد أثبات رجولته في كثير من الأنشطة بشكل متكلف، هذا السلوك الذي يستهجنه أحيانا بعض الرجال أنفسهم.. في بعض الحالات ـ إن تحول إلى نمط حياة ـ يتسبب في تحقير المرأة، وقد يشجعه على التحرش، ويبرر له تهميش النساء في منزله وفي العمل.. لأنه فقط.. رجل
قراءة هذه العلاقة بدراسة ميزان القوى بين الجنسين وإلى أي جنس تميل الكفة وراؤه هذا الوعي النسوي بهذه المشكلة الذي قد يتوافر لأي إنسان، والمجال الأرحب له هو دراسات النوع . فأن نقرأ التاريخ والأدب والقانون وغير ذلك من المجالات وأمامنا الجنسين.. وندرس شكل العلاقة، وكيف تشكلت، ولمن التفوق، والأسباب. هذه إحدى منهجيات التعامل في مجالات العلوم المختلفة
المفارقة أننا الآن مع ازدياد نفوذ منظمات ومؤسسات المرأة التي لديها القدرة على الضغط لتعديل تشريعات، أو التأثير في الثقافة.. أصبح هناك أحيانا ضغط على الرجل، في الغرب ظهرت حركات رجالية تلعب نفس اللعبة.. تنظر إلى الرجل من منطلق موازين القوى.. كأن تطرح مشاكل الرجل الذي يفقد وصايته على أبنائه بسبب تعديل القوانين، وحالة الرجل في مجتمع يضغط عليه ـ بمشاركة المرأة أحيانا ـ كي يكون رجلا.. عنيفا.. قاسيا . إنت مش راجل؟؟؟؟
قراءة موازين القوى هي الأساس، أما الزاعقات الصاخبات، نموذج المرأة المتوحشة الشهير، المتمسكات بهذه الصورة، فقد أفسدن عمل آخرين وأخريات. وكن سببا في كره النسوية التي لا تهدف كلها إلى تفوق المرأة
—
أعتقد أنه ما زال لدي بعض ما أريد الكتابة عنه في هذا الموضوع ما أشعر به هنا وانا أكتب في إطار حملة كلنا ليلى.. هو أنني ما زلت في حاجة لمراجعة بعض المفاهيم والأنشطة التي وصمت بسبب نماذج حادة أو صاخبة