بقلم جيسيكا غراي
مراسلة ومينز إي نيوز
تعرّض المنظمون في مجال حقوق المرأة في القاهرة لانتكاسة في 8 مارس، اليوم العالمي للمرأة. فعوضاً عن إقامة تجمّع ضخم في ميدان التحرير قام مئات الرجال الذين يعادون النساء بصدّهن.
القاهرة، مصر ( ومينز إي نيوز)— كان يأمل بعض المنظمين في مجال حقوق المرأة في مصر الاحتفال باليوم العالمي للمرأة مع تجمّع يضمّ ألف شخص في ميدان التحرير وسط القاهرة.
وعوضاً عن ذلك ظهرت أقلّ من 100 امرأة وأمضين أكثر من ساعتين وهن يتعرّضن للمضايقة والتحرش والإهانة والشتائم في الميدان الذي ساعدن على تحريره.
وقام عدد كبير من المجموعات النسائية الصغيرة بأفضل ما يمكنها لتجاهل التهكم وهنّ يتشبثن بلافتات كُتبت عليها شعارات باللغتين الإنكليزية والعربية.
وقالت ريهام روميرو المحرّرة البالغة 23 سنة:” أرغب بأن أتمتّع بالقدرة على السير في الشوارع من دون خوف ومتحررة من أي حكم”. وحملت لافتة كُتبت عليها عبارات ” المساواة، التعليم والتمكين” والعلم المصري بيدها.
ولكن سرعان ما تلاشت حماستها بعد وصولها إلى ميدان التحرير حيث وجدت مئات الرجال يندفعون إلى الأمام باتجاه النساء اللواتي يحملن لافتات ويطلقون الأغاني للنساء كي يغادرن.
وقالت:” لم أشعر يوماً بهذا القدر من الخوف الذي أحسّ به الآن طوال سنوات تواجدي في مصر”، وكانت تشاهد الرجال يسخرون من النساء ويصرخون:” الشعب يريد إسقاط النساء”.
حتى أنّ المشاركات الأكثر شجاعة غادرن بعد أن أطلقت الشرطة النار في الهواء لوقف شجار عند حدود الميدان سبّب فراراً جماعياً.
ويزعم عدد من النشطاء عبر تويتر أنّ التجمع استُهدف من قبل البلطجية والموالين للنظام الذين يسبّبون كما ورد تعمّد الأذى في الاحتجاجات القبطية التي أُقيمت في مختلف أنحاء العاصمة يوم الثلاثاء.
خيبة أمل للمنظمين
أيا كانت القضية شكّلت الأحداث خيبة أمل للمنظمين.
وقال علم واصف وهو أحد منظمي الحدث من مجموعة ” المرأة من أجل الديموقراطية” في مقابلة مع ومينز إي نيوز قبل المسيرة إنّ التظاهرة جسّدت ” مصر الجديدة” التي أملت مجموعته أن تتشكل في أعقاب حكم نظام الرئيس حسني مبارك على مدى ثلاثة عقود.
وقال واصف الذي شارك أيضاً في تأسيس المجموعة خلال الثورة:” خلال الثورة شهدنا إحساساً مدهشاً بالوحدة بين الشباب والكبار في السن، الأغنياء والفقراء، المسلمين والمسيحيين، ولكن حصل شيء لم يصفه أحد بالكلمات وهو أنّ الرجال والنساء وقفوا جنباً إلى جنب مع بعضهم من أجل حريتهم”.
ووصف واصف المجموعة بصفتها منظمة ليست لديها قيادة أو مجموعة من المطالب الصارمة وتشبه كثيراً الثورة بحد ذاتها. وهدفها إحضار الديموقراطية إلى مصر ويعتقد واصف أنّها تنذر بتغيير إيجابي للنساء لأنّ الديموقراطية المتأصلة تحمي حقوق الأفراد.
والأهم من ذلك، تريد مجموعة ” المرأة من أجل الديموقراطية” أن تساعد على ضمان أنّ الشعب الذي أسقط النظام يملك صوتاً في الحكومة الجديدة وفي أي تعديلات دستورية.
وقال إنّ المصريين في موقف فريد للاستمرار في الضغط على الحكومة الانتقالية في مصر والمجلس العسكري ووعد كلاهما بإرساء بلد خالٍ من قانون الطوارئ والقمع.
وقال:” أصوات النساء كانت قوية جداً خلال الثورة. لذلك ( مسيرتنا) ليست حركة مستقلة عن الثورة. هي استمرار لما بدأ في 25 يناير”. وعدد كبير من المدونين على الانترنت وعبر تويتر والصحافيون والنشطاء وراء الاحتجاجات الأولى كانوا من النساء.
مراقبة الدستور الجديد
تقول هدى بدران رئيسة رابطة المرأة العربية وهي مجموعة لحقوق المرأة مقرّها في القاهرة إنّ الكشف عن قضايا المرأة ليس كافياً. ومن الضروري تكريس التعديلات الخاصة على الدستور والقانون الانتخابي لضمان أنّ المرأة تحصل على فرصة للمشاركة في الحكومة الجديدة.
وقالت بدران:” علينا أن نكون حذرين لأنّه في مرات كثيرة تشارك النساء في الجزء الأوّل من الثورة وبعد ذلك ينتهي الأمر وتُصدّ النساء. لذا نعدّ مجموعات من النساء والتحالفات للمطالبة بأن يشكّلن جزءاً من كلّ شيء. غضبنا لأنّ اللجنة التي تشكّلت لتغيير البنود العشرة من الدستور لا تضمّ أي امرأة”.
وتقول إنّه ثمة طريقة للقيام بذلك وهي التصويت من خلال لوائح الحزب السياسي التي تضمّ على الأقل مرشحة عن كلّ منصب.
وتدعم أيضاً إبقاء المقاعد في البرلمان المخصصة للنساء التي أُدخلت في الانتخابات البرلمانية العام الفائت تحت نظام مبارك لولايتين على الأقل للمساعدة على زيادة المشاركة السياسية للمرأة.
وقالت بدران إنّه ثمة مجموعات إضافية ومنظمات غير حكومية مكرّسة لقضايا المرأة في مصر أكثر من أي وقت مضى ولكنّ إرساء التغيير لن يكون سهلاً إذ ما زال عدد كبير من الأشخاص يشعرون أنّ النساء لسن مناسبات للمناصب القيادية.
وقالت:” المشهد السياسي فيه الكثير من العوائق التي لا تسمح للنساء بالفوز في الانتخابات. نأمل أن يأخذ الدستور الجديد بالاعتبار أن تتغلغل المساواة في البنود كافة… علينا أن نكون شديدي الحرص على أن يضمّ البرلمان المقبل نساء مؤهلات جداً”.