أنا الضحية القادمة..تدوينات حول قضايا القتل للنساء

ورشة التقييم المؤسسي للمرأة الجديدة
أغسطس 12, 2022
تغطيات صحفية عن مطالبات المنظمات النسوية..ضرورة إقرار قانون موحد لمناهضة العنف ضد النساء، بعد مقتل “سلمى بهجت”.
أغسطس 15, 2022

إحنا ستات وبنات قررنا نخرج عن صمتنا بعد ما تابعنا بألم وفزع جرايم عنف وقتل متتالية ضد ستات وبنات زينا، اتقتلوا على إيدين معارفهم وأهلهم على مدار آخر سنتين. في وسط كل ردود الأفعال على العنف ده ما لقيناش اللي يعبر عننا. شوفنا ناس بتدافع عن المجرمين اللي قتلوا ستات في الشارع في عز النهار، وناس بتدور على تبريرات بيقولوا إنها دينية وأخلاقية بتستخف بجرايم قتل الستات، وناس بتلوم الضحايا. إحنا ممكن نوصل لإيه أكتر من القتل عشان نلوم المجرم، مش الضحية؟

اللي بيجمعنا كستات وبنات هو شعورنا الدائم بالتهديد في أي مكان، مهما اختلفت طبقاتنا وأماكننا وخلفياتنا الدينية والتعليمية ووظايفنا. شفنا مؤخرًا بشاعة مقتل المذيعة شيماء جمال على إيد زوجها المستشار أيمن حجاج. أومال الستات في المجتمعات المهمشة بيعانوا من عنف عامل إزاي؟ هل دي حياة؟
دي مش أول مرة نشوف جريمة قتل من رجالة لستات من معارفهم، بس القاتل المرة دي ما حاولش يستخبى، بالعكس، القتل بقى علنًا في عز النهار في أماكن زحمة، والقاتل بيعلن عن نيته للقتل بمنتهى التبجح قبل ارتكابه لجريمته.

جرايم قتل سلمى بهجت الشوادفي ونيرة أشرف مش حدثين منفصلين عن البيئة اللي بترسخ للعنف ضدنا. دي نتيجة منطقية لتبني المجتمع للعنف الذكوري، بالصمت أو بالمشاركة فيه وتبريره. العنف بيبدأ من تحديد حركتنا من الأهل وحرماننا من الفرص المتساوية في التعليم والشغل وبيوصل للحرمان من الميراث، والعنف الأسري، والعنف الزوجي بجميع أشكاله اللي بتشمل الاغتصاب وبتوصل للقتل.
العنف ده راجع لنظرة المجتمع لينا على إننا “ملكية خاصة”، بتتنقل من رجل لرجل؛ كراهية عنيفة للستات ولحريتهم في الاختيار وقوانين وأعراف بتمنح الرجالة امتيازات مطلقة وترسخ شعورهم بالاستحقاق.

سنة 2021 بس اترصد 296 جريمة قتل لستات في أعمار مختلفة، و78 جريمة شروع في قتل و100 واقعة انتحار بسبب العنف الأسري*. وكمان 7.8 مليون ست مصرية اتعرضت لعنف من جوزها، منهم 200 ألف ست حصلها مضاعفات حمل بسبب عنف الزوج**. لمَا بعد كل ده المجتمع يبقى شايف إن الحل هو إننا مانتعلمش ومانشتغلش ونختفي من الشوارع، يبقى ده حكم بالإعدام، وإحنا هنفضل متمسكين بحقنا في حياة كاملة ومتحققة.

مسئولية إنهاء العنف ضد الستات مسئولية جماعية؛ الكل لازم يقوم بدوره فيها. عشان كده:

– نطالب الإعلام بالالتزام بمواثيق الشرف الصحفي اللي غابت عن كل تغطيات جرايم العنف ضد الستات ووقف سيل لوم الضحايا والتشهير بيهم والتبرير للقتلة والمجرمين وتشويه الحقايق. الترند مش أهم من حياتنا.

– نطالب الشرطة بأخد بلاغات البنات والستات بالابتزاز والملاحقة والتهديد والعنف بجدية بغض النظر عن قرابة المتهمين للمبلغة، وعدم تكرار تجاهل بلاغات عدم التعرض اللي كان تمنه حياة نيرة اللي كان ممكن إنقاذها.

– نطالب الأطراف المؤثرة في المجتمع من رجال دين وفنانين ورموز سياسية وثقافية بتركيز خطابهم على نبذ القتل والعنف المحرّم في كل الأديان ومجرّم في كل القوانين، بدل التمادي في لوم
الضحايا والمساهمة في التحريض ضدنا.

– بنطلب من كل شخص مخضوض زينا يعلن رفضه للعنف ضد الستات عشان الأصوات الكارهة لينا ماتسيطرش على النقاش.

– نطالب البرلمان المصري والمجلس القومي للمرأة والوزارات المعنية والمجتمع المدني وكل المهتمين بالتشريع بمناقشة مقترحات القانون الموحد للعنف مجتمعيًا وإقراره بشكل عاجل، والسعي لمناقشة مجتمعية واسعة حوالين آليات تطبيقه.

وقبل كل ده، بنوجه رسالة لكل الستات والبنات أنهم يكملوا سعي في كل مجالات الحياة العلمية والعملية، الخاصة والعامة، وبنأكد على إن ده مكانا الطبيعي. تضامنا مع بعض والتعبير عن رفضنا هو الطريق الوحيد لكسر دايرة العنف والقتل.

مش هنسمح لحد ينتزع حقوقنا مننا. هنفضل موجودين وهنعيش حياتنا.

*تقرير سنة 2021 لمرصد جرائم العنف القائم على النوع الاجتماعي التابع لمؤسسة إدراك
**تقرير براح آمن لسنة 2021

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.