تلعب التقاطعية الثقافية في المجتمع المصري دور كبير في تكثيف صور التمييز والعنف ضد النساء، خاصة وأن المجتمع المصري يتسم بطيف واسع من التعددية الثقافية الدينية والعرقية والجغرافية. وبدلا من أن تصبح التقاطعية الثقافية نقطة ثراء وتنوع تتحول إلى أشكال مكثفة ومركبة من العنف.
وتنعكس التقاطعية الثقافية بكل أشكالها على صور العنف الأسري، وعلى أوضاع المساواة بين الجنسين، فعلى سبيل المثال تختلف أشكال ممارسة ختان الإناث حسب البعد الجغرافي والعرقي للفتيات المصريات من الفئات الهشة الأكثر عرضة للممارسات الصحية الضارة، كما تتفاوت على سبيل المثال أيضا مكانة المرأة في الأسرة في الثقافة النوبية والصعيدية عن مكانة المرأة في الأسرة في المدينة.
لذا يأتي مرصد ألوان لتركيز الضوء على هذه المساحة من أشكال التقاطعية الثقافية، كجزء من اهتمامنا بمناهضة العنف ضد المرأة، نصرف مجهودنا بالبحث وإنتاج المعرفة حول التقاطعية الثقافية وسبل مواجهتها بطرق وتدخلات مختلفة، وتبني تدخلات تعظم من قيمة المواطنة والمساواة أمام الدستور والقانون كإطار جامع بديل عن التجزئة الثقافية والسلطة الأبوية.
مشروع استكشافي بحثي يهتم بإنتاج المعرفة حول مفهوم التقاطعية الثقافية وتداعياتها على تضاعف صور العنف ضد النساء، وانعكاسها على مستويات التشريع، وتقديم قيم بديلة اجتماعية، ودعم تجارب النسويات في مواجهة التمييز.