تهدف هذه الورقة لتقديم رصد وتحليل لخطابات الاعتذار من بعض الأطباء والإعلاميين والمشايخ عن تبنى دعوة للتحريض على ممارسة تشويه الأعضاء التناسلية للإناث، حيث رصدنا عدد من التصريحات الإعلامية سواء على منصات التواصل الاجتماعي أو القنوات الفضائية يدعو أصحابها إلى التسامح مع جريمة تشويه الأعضاء التناسلية للإناث، وأمام جهود الملاحقة والتتبع سواء من الجهات الرسمية أو من المجتمع المدني نجني اعتذار لاحق من أصحابها دون إتمام محاسبة مجدية عن تبنى التحريض على الجريمة، كما يتعثر القانون في الحد من الإفلات من العقاب على جرائم تشويه الأعضاء التناسلية للإناث.
نشير في هذه الورقة لإحصاءات رسمية حول ارتفاع معدلات تطبيب الختان، وردود الأفعال الرسمية أو شبه الرسمية حيال خطابات التحريض على الجريمة، والاعتذار الشكلي عنها لاحقًا، ونعمل على تحليل خطابات الاعتذار والتي لا نحصل عنها تحت وطأة التهديدات بالملاحقة القانونية ولكن يتم التسامح معها في النهاية بحجة الاعتذار عن تصريحات غير مقصودة، بما يجعل الاعتذار عن حالات الرصد بهذه الورقة أشبه بالسم في العسل، ويتطلب منها سؤال حول جدوى جهود التوعية ليس فقط بين الفئات الأقل تعليمًا، وإنما، وللأسف الشديد، بين الفئات الأكثر تأهيلًا وتعليمًا من مصاف الأطباء والإعلاميين والمشايخ المعتمدين.
إننا وفي طيات هذا التحليل، نقدم رؤية تحليلية نسوية تفيد بأن “الاعتذار وحده لا يكفي” إذا ما عقدت إرادة جميع المعنيين بضرورة الحد من الإفلات من العقاب حول جريمة تشويه الأعضاء التناسلية للإناث.
وفي ختام هذه الورقة، نتبنى قدر وجيز من التوصيات التي تتناول جهود التوعية والتدخلات التشريعية المعنية بتدخلات الحماية والوقاية والتأهيل للناجيات من جريمة تشويه الأعضاء التناسلية للإناث.
Powered By EmbedPress