دوائر مفرغة
ديسمبر 27, 2009
كلنا ليلى أم كلنا أمل .. نحن من نختار
ديسمبر 27, 2009

رضوى
مدونة هكذا انا
فجأة أقرر الكتابة بعد تعرضى لموقف سخيف اليوم ، لكنه يكشف لى أشياء لم أرها من قبل ، أذهب لشراء أشياء من الوكالة وفى طريق العودة كان على أن امشى فى ممر ضيق مزدحم بالبشر وفى أثناء مرورى وضع رجل يده على ظهرى بشكل حميمى لا يناسب العلاقة بين مواطن ومواطنة لا يعرفان بعضهما ، مما استفزنى بشدة وجعلنى ازعق فى الشارع ، مما دفع الرجل الى الزعيق بصوت أعلى وسبنى واتهمنى بالهبل ، وكان لدى خيارين فى عقلى ،إما تكملة السير ومحاولة تحاشى السائرين ، أو الاستطراد فى الشتيمة وأخذه على أقرب قسم شرطة ، لكنى اخترت الحل الأول ، واكملت سيرى حانقة على الرجل وعلى نفسى ، لكننى تأملت فيما حدث ، ما الذى دفعنى لإختيار الحل الأول ، كانت تدور فى عقلى عدة صور ذهنية دفعتنى للخوف ، منظر الرجل وهو يضربنى لأننى ادعيت عليه بشىء لم يقتنع هو أنه تحرش ، لكن وفقا لمنظورى يقع ضمن التحرش ، ثانيا تعاطف الناس معه ، فلن يكفى أننى غير محجبة بل أيضا ” متنكة ” ولا أريد لأحد أن يقترب منى ويحترم حدود جسدى ، أيضا تجرأت وأعلنت عن ذلك بصوت مرتفع ، كل هذا دفعنى إلى اختيار الصمت ، إنه الخوف الشديد من اللحظة التى أهان فيها ولا أملك شيئا سوى الصمت وابتلاع الإهانة ।

موقف آخر حدث معى منذ أسابيع أثناء ركن السيارة ، فبينما أستعد للركن ، دخل مواطن آخر بسيارته وركنها بدلا منى ، مع العلم أنه رآنى وأنا أستعد للركن ، وعندما اعترضت بلغة تمزج بين السخرية والأدب شتمنى وشتم أمى ودينى بابتسامة هادئة وأغلق سيارته وانصرف فى هدوء ، مما دفعنى للخوف مرة آخرى وخاصة أن الشخص يتسم بكل سمات الشخص السيكوباتى ، والذى يمكن له بمنتهى السهولة أن يضرب إمرأه عابرة فى الطريق، إذن الخوف الشديد من العواقب هو ما دفعنى فى المرتين إلى إختيار الصمت والتنازل عن حقى ، وهو شىء سخيف جدا، وأعتقد ان مواجهة ذلك الخوف ومناقشته ومزيد من الجرأة ربما يفيد فى شى ءكهذا ، فى المرة القادمة عندما يهيننى أحد سأنزل من السيارة وأقترب منه وأصرخ بشدة ، لن أخاف فللخوف رائحة يشمها المعتدى كما الكلاب ، تدفعه لمزيد من الإهانة وقلة الأدب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.