في اليوم العالمي لمحاربة ختان الاناث، انتفاضة المرأة في العالم العربي تعيد نشر هذه القصة المؤلمة من هالة من مصر عن تجربتها مع الختان

«الدستورية العليا» تقضي برفض الطعن على حظر ختان الإناث وتجريمه
فبراير 6, 2013
د. علاء الأسواني يكتب : "ست خطوات للتمكين"
فبراير 6, 2013

 

 

English

 

 

أنا عايزة أحكي عن موضوع نادرًا ما واحدة تتكلم فيه في مجتمعنا المصري. أنا دلوقتي عندي حاجة وخمسين سنة بس لسه الألم حاضر في مخيلتي زي امبارح. ألم الختان، الطهارة زي مابيسموها عندنا.

في الحقيقة ساعات بهوّن على روحي وبقول إن أهلي كانوا لطاف، معرفش أهالي الناس التانيين عملو معاهم إيه؟ جيرانا مثلاً احتفلوا بختان بناتهم وعملوا عزومة غدا كبيرة لأهالي البنات. أصل عملية الختان كانت تتم للبنات في صورة جماعية، يعني يجي حلاق الصحة ويطاهر مجموعة من البنات مرة واحدة وأهاليهم كانوا عايزين يشعروهم إنها حاجة حلوة فيعملوا حفلة غداء. أيوة كان الختان بتم في حفلة. حفلة دموية  بطلها جزّار جاي يشبح فينا.

كان عندي 11 سنة، في خامسة ابتدائي، وأختي وأخويا كانوا صغيرين أوي. كان بيتنا في غمرة وكنت بقضي أجزاء من أجازة الصيف عند عمّتي وعمّي في الأزهر علشان ما ازهقش لوحدي في البيت. وفي يوم من أيام الصيف كنت عند عمّتي وقالتلي: إنتي كبرتي، وفي حاجة بتعملها كلّ البنات في السن ده، بيطهروا، وما تقلقيش لإن ده لا بيوجع ولا بيخوّف، ومش هتحسّي بحاجة.

ورحت معاها بيت عمّي، أتاريني مش لوحدي اللي هخوض التجربة دي، كنّا تلات بنات في سن بعض، أنا وبنت عمي وبنت عمّتي، مدبحة يعني وراجل جزّار ماسك المشرط. بنت عمي وبنت عمتي سبقوني، ورا بعض قطعلهم حتّة من جسمهم. ولما جه دوري، فتحوا لي رجليّا وهو رشّلي بنج موضعي، ما حسيتش آه بالألم ساعتها، لكني حسّيت بالسكينة بتجز حتّة مني، لم أشعر بألم أيوة ولكني حسيت بحركة القطع وكأنها صوت باسمعه.

 ختاني يومها ما كانش حفلة أوي لإن الراجل ده افترى وهو بيقطع لحمى، والظاهر إنه تحمّس وجزّ جزء زيادة من شفرة فنزفت، وعمّي وعمّتي اضطروا يعالجوني بعدها أسبوع كامل قعدته في السرير. أمي ماكنتش عارفة انهم حيطاهروني ولما عرفت غضبت لإن الختان حصل من وراها ولإن الراجل ما كانش شاطر. صحيح هي ما اعترضتش عالختان نفسه، كانت عادة وقاعدة بتطبق على جميع البنات في السن ده وقتها. لكن أمي ما فهمتش ليه ما قالولهاش إنهم حيختنوني، ليه مخدوش رأيها في التوقيت والمكان وليه ماحضرتش بنفسها وأشرفت على المسألة علشان ميحصلش نزيف. بعدها بسنوات لما أختي كبرت، اتخنت هي الأخرى بس في بيتنا.

في الحقيقة عالجوني وخفّيت، وما حسّيتش بآلام مباشرة بعد كده، لكني قريت وسمعت عن مشاكل الختان وتحديدًا في ما يتعلق بالمتعة الجنسية. أنا تجوّزت وخلّفت، لكنّي ما أقدرش أجزم بالآثار دي لسبب مهم جدًا، إني معرفش إيه هو الشعور التاني، إيه يعني ما أكونش متختنة؟ هل كنت سأستمتع بالجنس أكتر؟ باختصار، أنا ما اختبرتش شعور المتعة قبل الختان عشان أعرف قد إيه أثّر على متعتي الجنسية لما تجوّزت. بس في الحقيقة هو بيسبب تأخير في حدوث المتعة والنشوة للست.

 الموضوع كمان متعلق بالذكرى الأليمة اللي بتطبع في دماغ كل واحدة بتتختن. الحفلة الدموية دي اللي ملهاش لازمة، ومش مطلوبة في أي شرع أو قانون، واللي ممكن تؤدي في حالات للموت. ليه نتعرّض وتتعرّض أي واحدة للألم من غير داعي؟

أنا جبت ولدين ذكور، لكني كنت وعدت نفسي إني لو جبت بنت ما أعرضهاش للتجربة القاسية المؤلمة دي أبدًا. وعلشان كده أنا مع انتفاضة المرأة في العالم العربي، عشان الستات والبنات اللي اتعرضوا للختان ما يفتكروش إنهم لوحدهم أو إن ده عادي، وعشان الستات اللي عندهم بنات يدافعوا عن حقوق بناتهم في جسدهم، وعلشان فضح الممارسات اللي بتشّوه أعضاء المرأة التناسلية بدل ما تحميها في مجتمعنا، حيث إن الكلام هو خطوة مهمة علشان نتخلص منها.

 لا-لختان-الاناث

المصدر: من هنا

English

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.