حسن يوسف
حينما رقصت ناعسه عاريه فى ساحة البلده كانت ترقص بلا طبل ولا مزامير تجمعت الجماهير الغفيره فى قلب
الساحه كانو ينتظرون ان تسخطها الهة القريه امام اعينهم قرده او خنزيره فالرقص قد حرمته الالهه من ازمان
بعيده نظرت النساء من خلف الشرفات واعتلى الاطفال الاسطح العاليه كان الرجال يحدقون والسنتهم متدليه
امامهم
كان جسدها يتلوى كالثعبان وتهتز الارض تحتها وهم يتمايلون ذهابا وايابا مع نهديها المرتعشتين كان كل منهم ينظر
الى الاخر ويأخذ فى صب اللعنات والشتائم عليها وهى غير مباليه بكل ما تسمع
كانت ناعسه فتاه هادئه جدا ومستكينه لذا الصدمه قد اذهلت قريتنا التى لم تتعود على هذا النوع من الجنون
والثوره كانت تجلس دائما فى حجرتها المغلقه تقف امام مراتها المتكسره تلاعب حلماتها النافره وتاخذ فى الرقص بجنون
مثلت رقصتها صرخه فى وجه السكون الذى يشبه الموت والذى كان تلتف بها قريتنا كل يوم بايامها التى تشبه
بعضها كانت ككومة من الحجاره القيت فى مياه بلدتنا المتعفنه كانت ايماءه بثوره جديده تهز تقاليدنا الباليه وتعاليم
الالهه المقدسه
انطلقت ناعسه كالسهم تخترق الجموع المحتشده واخذت تجرى بلا توقف حتى غاب طيف جسدها عن الانظار
التى لاحقتها من كل مكان فى القريه
مرت ايام واسابيع ولم تظهر ناعسه مره اخرى بدات الاشاعات تملا جنبات القريه
الكهنه يقولون ان الالهه قد انزلت غضبها ولعنتها عليها وسخطتها قطه وفى روايه اخرى كلبه والبعض قال انها قتلت او انتحرت او ربما خرجت من البلد لتكمل رقصتها فى بلده اخرى
غابت ناعسه لكنها تركت ثوره غريبه فمع اشراقة شمس كل صباح كانت قريتنا تستيقظ على امرأه او فتاه ترقص عاريه فى نفس الساحه التى شهدت رقصتها الاولى والاخيره