كلنا ليلى أم كلنا أمل .. نحن من نختار
ديسمبر 27, 2009
The man I wish for
ديسمبر 27, 2009

حسن يوسف

حينما رقصت ناعسه عاريه فى ساحة البلده كانت ترقص بلا طبل ولا مزامير تجمعت الجماهير الغفيره فى قلب
الساحه كانو ينتظرون ان تسخطها الهة القريه امام اعينهم قرده او خنزيره فالرقص قد حرمته الالهه من ازمان
بعيده نظرت النساء من خلف الشرفات واعتلى الاطفال الاسطح العاليه كان الرجال يحدقون والسنتهم متدليه
امامهم

كان جسدها يتلوى كالثعبان وتهتز الارض تحتها وهم يتمايلون ذهابا وايابا مع نهديها المرتعشتين كان كل منهم ينظر
الى الاخر ويأخذ فى صب اللعنات والشتائم عليها وهى غير مباليه بكل ما تسمع
كانت ناعسه فتاه هادئه جدا ومستكينه لذا الصدمه قد اذهلت قريتنا التى لم تتعود على هذا النوع من الجنون
والثوره كانت تجلس دائما فى حجرتها المغلقه تقف امام مراتها المتكسره تلاعب حلماتها النافره وتاخذ فى الرقص بجنون
مثلت رقصتها صرخه فى وجه السكون الذى يشبه الموت والذى كان تلتف بها قريتنا كل يوم بايامها التى تشبه
بعضها كانت ككومة من الحجاره القيت فى مياه بلدتنا المتعفنه كانت ايماءه بثوره جديده تهز تقاليدنا الباليه وتعاليم
الالهه المقدسه

انطلقت ناعسه كالسهم تخترق الجموع المحتشده واخذت تجرى بلا توقف حتى غاب طيف جسدها عن الانظار
التى لاحقتها من كل مكان فى القريه

مرت ايام واسابيع ولم تظهر ناعسه مره اخرى بدات الاشاعات تملا جنبات القريه
الكهنه يقولون ان الالهه قد انزلت غضبها ولعنتها عليها وسخطتها قطه وفى روايه اخرى كلبه والبعض قال انها قتلت او انتحرت او ربما خرجت من البلد لتكمل رقصتها فى بلده اخرى

غابت ناعسه لكنها تركت ثوره غريبه فمع اشراقة شمس كل صباح كانت قريتنا تستيقظ على امرأه او فتاه ترقص عاريه فى نفس الساحه التى شهدت رقصتها الاولى والاخيره

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.