

تواصلت معنا إحدى السيدات من خلال مكاتب المساندة القانونية التابعة للمؤسسة، لتشاركنا تجربتها المؤلمة التي تضمنت تعرضها للإساءة الجسدية والنفسية، إضافة إلى تعنت في إجراءات الطلاق واستغلال النفوذ. وإلى جانب تقديم الدعم والاستشارة القانونية اللازمة، نشارك قصتها اليوم بهدف تسليط الضوء من جديد على الحاجة إلى مراجعة شاملة لقانون الأحوال الشخصية. وفيما يلي روايتها:
بدأ زوجي بعد فترة من الزواج بإظهار صفات أنانية تتمثل في رفض إعالة أطفالنا ماديًا أو معنويًا والانعزال عني وعن أولادي ورفض مشاركتنا حياته وانتقادات مستمرة على ملابسي وشكلي في مقابل ادعاء التجمل وتهميشي أمام أقربائنا وأصدقائنا.
أصبحت المسؤولة عن الإنفاق على بيتي وأبنائي وعلاجي من مرض مناعي (الروماتويد) أصابني بعد زواجي منه، وعادة ما ينتج عن القلق المفرط والضغط العصبي المتواصل، حيث رفض زوجي علاجي وطلب مني الإقامة مع أهلي حتى أُشفى.
يصيب ذلك المرض عمودي الفقري وعظامي ورغم ذلك كنت مسؤولة مسؤولية كاملة على تربية أبنائنا والاهتمام بالعمل المنزلي وعلاقتنا الحميمة. لكن صار وضعي أكثر هشاشة بسبب حملي مباشرةً بعد زواجي وبسبب ضغط زوجي لإنجاب طفلاً آخر رُغم تحذير الأطباء بخطورة الحمل بسبب مرضي. وبعد إنجابي ابنتي الثانية، بدأ زوجي بخيانتي وإيذائي جسديًا بالضرب أنا وأبنائنا بالإضافة إلى الإساءة النفسية تجاهنا.
تسببت الإساءة بأطفالي إلى معاناتهم صعوبات في التعلم ونوبات هلع مفاجئة وسلوك عنيف تجاهي. ذهبت بأولادي إلى طبيب نفسي وطلب مقابلة أبيهم إلا أنه رفض. وبعد طلبي الطلاق، طلب تركي لمنزلنا بسبب رغبته من الزواج من أخرى به وطلب بشكل واضح أن أشارك بشكل متساوٍ معه في الإنفاق مستغلاً بذلك منصبه الاجتماعي بوصفه نائبًا في مجلس الشيوخ وعدم قدرتي أنا وأهلي على مواجهته.
في ضوء تلك القصة، نعيد طرح الإشكاليات الخاصة بقانون الأحوال الشخصية ونتساءل من خلالها حول إمكانية صياغة قانون يعتمد على فلسفة نسوية. من ضمن الإشكاليات التي تظهر داخل القانون والقصة المذكورة أعلاه، المواد التالية: