كلنا ليلى أم كلنا أمل .. نحن من نختار

فوبيا الإعتراض على التحرش
ديسمبر 27, 2009
حينما رقصت ناعسة عارية
ديسمبر 27, 2009

whisper blog
أمل زميلتي بالعمل, تعرفت عليها لمدّه شهر فقط لانني انا كنت بديلتها في العمل, و لكنني كنت اراها كل فتره قد تمتد احيانا الى اشهر عندما كانت تأتي لزياره صديقاتها بالعمل, واللاتي اصبحن صديقاتي بعدها وعن طريقهم اصبحنا صديقتين.

اكثر من روايه سمعتها عن قصه صديقتي امل و اكثرها تداولا بالرغم من شح التفاصيل الدقيقه , انها بدأت وهي في الثانيه عشر من عمرها, عندما حصل انتفاخ غريب في رجلها, شك الاطباء بانه مرض خبيث و اوصو بضروره بتر الرجل كامله حتى لا ينتقل المرض الى باقي الجسم, و بعد البتر اكتشفو سؤ تقديرهم و تشخيصهم للمرض….

و هكذا منذ الطفوله عاشت امل برجل واحده و بلقب ضل معها حتى انه كتب على الصندوق الخلفي لسيارتها ” احذر السائق مقعد “, بعد فتره من الزمن بدأت امل تتعود على استخدام الرجل الاصناعيه, و اكملت دراستها بالمدرسه و انتسبت الى الجامعه وكانت من المتفوقات.

لا اذكر انني سمعت امل تشتكي من وضعها الا مرّه واحده, وكانت اول مره ارى فيها رجلها, كان الصيف على غير عادته حار جدا , و قد بررت تأخرها بزيارتنا بسبب الحر, لمناها و اخبرناها بان تلك ليست حجه و هي امل التي لا يقف شي بطريقها, كشفت لنا امل عن ساقها لاكتشف بان البتر كان من منبت الرجل, يصل الى منطقه الحوض, وقد ظهر اسفل الشريط الخاص بتثبيت الرجل تقرحات و جروح عميقه, عرفنا بعدها بان حر الصيف و احتكاك الرجل الصناعيه هي السبب في تلك التقرحات, وبانها معظم ايام الصيف تقضيها في البيت لانها تضطر الى تقليل استخدام الرجل الصناعيه.

علاقه امل بوالديها علاقه وطيده جدا, تزوج الاخوان و تزوجت الاخوات ولم يبقى الا امل, والتي كانت قويه الشخصيه بحد يلفت النظر, واحيانا كانت جريئه بقدر يتعدى الحدود بقليل وكنّا دائما نعذرها لاننا نعتقد بان اصابتها هي المنبع الحقيقي لتصرفاتها, وبسبب كبر عمر الاب و مرضه فكانت امل هي عينه و يده ولسانه في كل ما يخص حياته, و توالت السنين وسمعنا ان امل تكمل دراسه الماجستير وانتقلت الى التدريس في كليه معروفه.

وصلت امل الى سن يصفه الناس من حولنا بانه سن ” العنوسه” – لا ادري من وضع هذا القانون ومن حدد سن الزواج سواء للفتاه ام للرجل؟؟ ومن اطلق هذا المسمى وما من اي جذر استنبطه؟؟؟ – لنعود الى امل, في يوم هاتفتني امل على غير عاده, حيث انني اعرف اخبارها من صديقاتنا او من زياراتها للعمل, اتصلت لتدعوني الى حفله عرسها …. كان والدها يملك دكان وكان يريد ان يبيعه, وكالعاده امل هي المتحدث الرسمي باسم الوالد, وجاء شاب تركي وسيم مستقر بالاردن لاتمام دراساته العليا و اراد ان يشتري الدكان, و حسب ما قال لنا انه اعجب فيها من اول نظره, واعجب بها اكثر من طريقه تعاملها ” الدفشه” , بعد فتره تقدم لخطبتها و لكنها رفضت, وعندما قارب على انهاء دراسته تقدم لخطبتها مره اخرى , وهذه المره وافقت امل,كان عرسها جميل جدا, وهي كانت اجمل, لم استطع يوما ان اصنف امل اجميله هي ام لا, بيضاء البشره, وجميع ملامح وجهها فيها ضخامه, لو نظرت الى كل ملمح لوجدته اقرب الى القبح ولكن سبحان الله اجتماع هذه الملامح مع بعضها اعطى لوجه امل جاذبيه غريبه,ولكن العريس كان وسيم بالاجماع, كانت جميله في فستانها الابيض و لم تجلس طوال العرس, كانت ترقص و تتمايل و هو معها ايضا لم يجلس, كان عرس لن يتنسى

سمعنا بعدها ان امل تكمل دراسه الدكتوراه و بسبب حملها فانها اضطرت للجلوس في المنزل , وعندما ذهبنا لنهنئها بقدوم “دنيا” قالت لنا بانها وفي الشهور الاخيره كانت لا تضع الرجل الصناعيه اطلاقا بسبب زياده الوزن, وبان زوجها كان يحاول ان لا يتركها لفترات طويله, لانه يساعدها في كل حركه , وحتى في منتصف الليل عندما كانت بحاجه الى الذهاب الى لقضاء حاجتها, كانت توقظه كان يحملها بدون اي تأفف او تذمر, اعترفت لنا بانها لم تكن تتوقع ان تستمر حياتهم معا عندما تقدم لخطبتها, وانها وافقت وهي متأكده من عدم استمرار حياتهم معا, ولكن قالت لنفسها ساخرج من هذا الزواج بطفل يملئ علي دنيتي و يؤنس كبرتي.

قبل شهرين وبالتحديد في 20-10-2009 اتصلت بي امل لتدعوني الى حفله ستقيمها بمناسبه نيلها شهاده الدكتوراه التي حصلت عليها قبل سنه تقريبا , و بالفعل ذهبت وكانت الحفله اقرب منها لتجمع الصديقات , تحدثنا و ضحكنا و رقصنا و اكلنا وكانت جمعه جميله جدا, وتعرفنا على ” فرح” الابنه الثانيه لامل ,وفي نهايه الحفل وقفت امل لتشكرنا على تلبيه دعوتها و قالت لنا بانها دعت فقط من تحبهم و تحب ان تراهم, و قالت لنا بان والدها رحمه الله كان يلح عليها لاقامه هذه الحفله, و تلبيه لرغبة والدها اقامت هذه الحفله, و قد اختارت اليوم بالذات لانه في مثل هذا اليوم توفي والدها قبل سنه, وبان الحزن و الجرح لفقدانه سيبقى في قلوبهم ولكنه لم يكن يوما من محبي الحزن وكان دائما يدعوهم الى الفرح والتفائل, وقد سألته يوما ما اكثر شيء يمكن ان يسعدك, قال لها بان يراها في بيت زوجها و هي تحمل اعلى الشهادات, و لذلك اقامت هذه الحفله اهداءا لروحه الطيبه ولتقول له ” شكرا “….

________________

بالرغم من الحياه التي قد تفرض على اي فتاه في موقف امل, امل اختارت بان تحدد احلامها و اهدافها و تسعى لتحقيقها, وهذا ما يجب ان نصبو جميعنا اليه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.